للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: عزل الخليفة وزيره، واستوزر أبا نصر محمد بن محمد بن جَهِير، استقدمه من ميَّافارقين.

وفيها: عمَّ الرخص جميع الأرض، حتى بيع بالبصرة كل ألف رطل تمر بثمان قراريط [ولم يحجّ فيها أحد]. واللَّه أعلم.

[وممن توفي في هذه السنة من الأعيان]

ثِمال بن صالح (١) معزّ الدولة صاحب حلب.

كان كريمًا حليمًا وقورًا. ذكر ابن الجوزي: أنّ الفرّاش تقدّم إليه ليغسل يده فصدمت بلبلة الإبريق ثنيته فسقطت في الطست، فعفا عنه، رحمه اللَّه تعالى.

الحسن بن علي بن محمد (٢) [أبو محمد]، الجوهري.

ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمئة، وسمع الحديث على جماعة، وتفرّد بمشايخ كثيرة منهم: أبو بكر بن مالك القطيعي، وكان آخر من حدّث عنه، توفي في ذي القعدَة منها.

الحسين بن أبي زيد (٣) أبو علي الدَّباغ قال: رأيت النبي في المنام فقلت: يا رسول اللَّه: ادعُ اللَّه أن يحييني على الإسلام، فقال: وعلى السنة، وعلى السنّة، وعلى السنّة، رحمه اللَّه تعالى.

سعد بن محمد بن منصور (٤) أبو المحاسن الجُولَكى (٥)، كان من الرؤساء القدماء، وجّه رسولًا إلى الملك محمود بن سُبُكْتكين في حدود سنة عشر، وكان من الفقهاء العلماء تخرّج به جماعة، وروى عن جماعة الحديث. وعقد له مجلس النظر ببلدان كثيرة، وقُتل ظلمًا بإستراباذ في رجب من هذه السنة، رحمه اللَّه تعالى وإيّانا بمنّه وكرمه.

[ثم دخلت سنة خمس وخمسين وأربعمئة]

فيها: دخل السلطان طُغْرُلْبَك بغداد، وعزم الخليفة على تلقّيه، ثمّ ترك ذلك، وأرسل وزيره أبا نصر عوضًا عنه، وكان من جش الملك أذيّة كثيرة للناس في الطريق، وتعرّض للحريم،


(١) المنتظم (٨/ ٢٢٧)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٢٤)، الوافي بالوفيات (١١/ ١٦).
(٢) تاريخ بغداد (٧/ ٣٩٣)، المنتظم (٨/ ٢٢٧)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٢٤)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٦٨)، شذرات الذهب (٣/ ٢٩٢).
(٣) تاريخ بغداد (٨/ ١١٠)، المنتظم (٨/ ٢٢٨).
(٤) المنتظم (٨/ ٢٢٨).
(٥) في (ط): "الجرجاني" محرفة، وهو منسوب إلى جولك الغازي، على ما ظن أبو سعد السمعاني في "الجولكي" من الأنساب. وينظر تاريخ الإسلام (١٠/ ٤٦) (بشار).

<<  <  ج: ص:  >  >>