للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيزدَادونَ بها إيمانًا مع إيمانهم، وهُدًى إلى هُداهُمْ، ويكونُ نزول عيسى ابن مَرْيم مسيح الهُدَى في أيام المسيح الدجّال مَسيح الضَّلالة، على المنَارةِ الشَرقِيّة بدمَشْق، فيَجْتمع عليه المؤمنون، ويلْتَفُّ معه عباد اللَّه المتقون، فيسير بهم قاصدًا نحو الدجّال، وقد توجّه نحو بيت المقدس، فيدركه عند عَقبَةِ أفيق فينهزم منه الدجّال، فَيلحَقُه عند باب مدينة لُدّ فيقتُله بحربته وهو داخل إليْها، ويقول له: إنّ لي فيك ضَرْبَةً لن تفوتني، وإذا واجهه الدجّال انماع كما يَنْماعُ الملحُ في الماء فيقتله بالحربة، بباب لُدّ، فتكون وفاته هنالك، لعنه اللَّه، كما دلّت على ذلك الأحاديث الصحاح من غير وجه، كما تقدم وكما سيأتي.

وقد قال الترمذيّ: حدثنا قُتَيْبة بن سعيد، حدثنا الليثُ، عن ابن شهاب: أنّه سمع عبيد اللَّه (١) بن عبد اللَّه بن ثَعْلَبة الأنْصاريّ، يحدِّث عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، من بني عمرو بن عوف يقول: سمعتُ عمِّي مُجمّعَ بن جارية الأنصاري يقول: سمعت رسول اللَّه يقول: "يَقْتُل ابنُ مريم الدجّال بباب لُدّ". وقد رواه أحمد، عن أبي النضر، عن الليث عن الزهري به، وعن سفْيان بن عيينة، عن الزُّهريّ به، وعن محمد بن مُصْعَبٍ عن الأوزَاعيّ، عن الزهري به، وعن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، فهو محفوظ من حديثه، وإسنادُه من بعده ثقات، ولهذا قال الترمذي بعد روايته له: وهذا حديث صحيح. قال: وفي الباب عن عمران بن حُصَيْن، ونافع بن عُتْبة، وأبي بَرْزَةَ، وحُذَيْفَة بن أَسِيد، وأبي هُريرة، وكَيْسانَ، وعُثمان بن أبي العاص، وجابر، وأبي أُمَامَة، وابن مسعود، وعبد اللَّه بن عمرو، وسَمُرة بن جُنْدُب، والنوّاس بن سِمْعان، وعمرو بن عَوْف، وحُذَيفة بن اليمان (٢).

وروى أبو بكر بنُ أبي شيبة، عن سفيان بن عُيَيْنَةَ، عن الزُّهريّ، عن سالم، عن أبيه، أن عمر سأل يَهُودِيًّا عن الدجّال، فقال: وإلهِ يَهوُدَ لَيقْتُلَنَّه ابْنُ مَرْيَم بِفنَاءِ لُدّ (٣).

صفة الدجَّال قبحه اللَّه، ولعنه، وأخزاه، وأخسأه

قد تقدم في الأحاديث أنه أعور، وأنَّه أزْهَرُ هِجَانٌ فيْلَمانيّ، وهو كثير الشعر، وفي بعض الأحاديث أنه قصير أفحج (٤) وفي حديث أنه طويل، وجاء أن ما بين أذُنَيْ حِمَارِه أربعون ذراعًا كما تقدم في حديث جابر.

ويُروى في حديثٍ آخرَ: سبعونَ باعًا، ولا يصحّ، وفي الأول نظر.


(١) في (م): عبد اللَّه، والتصحيح من كتب الرجال.
(٢) رواه الترمذي (٢٢٤٤) وأحمد في المسند (٣/ ٤٢٠) وهو حديث صحيح.
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٥/ ١٩٣٣٩) وهو صحيح.
(٤) أي متباعد ما بين الرجلين. انظر "النهاية" (٣/ ٤١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>