للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأربعين. وقيل: إنَّ خندقَها وسُورَها كملا في سنةِ سبعٍ وأربعين، ولم يزَلِ المنصور يَزيدُ فيها ويتأنَّقُ في بنائها، حتى كان آخرَ ما بنى فيها قصر الخُلْد؛ فظنَّ أنه يَخلُدُ فيها، أو أنّها تخلُد فلا تَخْرَب؛ فعندَ كمالِهِ مات. وقد خَرِبَتْ بغدادُ مرَّاتٍ كما سيأتي بيانُه.

قال ابنُ جرير (١): وفي هذه السنة عزل المنصورُ سَلْمَ بنَ قُتيبة عن البصرة؛ وولَّى عليها محمدَ بنَ سليمانَ بن علي، وذلك لأنَّه كتب إلى سَلْمٍ يأمرُه بِهَدْمِ بيوت الذين بايعوا إبراهيمَ بنَ عبد اللّه بن حسن؛ فتوانَى في ذلك، فعزلَهُ وبعَثَ ابنَ عمِّه محمد بن سليمان، فعاث بِها فسادًا، وهدم دورًا كثيرةً، وعزل عبدَ اللّه بن الرَّبيع عن إمرةِ المدينة، وولَّى عليها جعفرَ بن سليمان؛ وعزل عن مكةَ السريَّ بنَ عبدِ اللّه، وولَّى عليها عبدَ الصمد بن علي.

قار (٢): وحجَّ بالناس في هذه السنة عبدُ الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي، قالَهُ الواقدي وغيرُه.

قال (٣): وفيها غزا الصائفةَ من بلاد الروم جعفرُ بن حنظلةَ البهراني.

وفيها تُوفي من الأعيان:

أشعثُ بن عبد الملك.

وهشام السائب الكلبي.

وهشام بن عروة.

ويزيد بن أبي عُبيد - في قولٍ.

[ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومئة]

فيها أغار اشترخان الخُوَارزْمي في جيشٍ من الأتراك على ناحيةِ أرْمِينيَة، فدخلوا تَفْلِيس، وقتلوا خلقًا كثيرًا، وأسروا كثيرًا من المسلمينَ وأهلِ الذِّمَّة، ومِمَّنْ قُتل يومئذٍ حَرْبُ بن عبدِ الله الراوَنْديّ، الذي تُنسبُ إليه الحَرْبيَّةُ ببغداد، وكان مقيمًا بالمَوْصِل في ألفين لمقاتلةِ الخوارج، فسيَّرَهُ المنصورُ لمساعدةِ المسلمينَ ببلاد أرمينية، وكان في جيشِ جبريلَ بنِ يحيى، فهُزم جبريلُ وقُتل حربٌ .

وفي هذه السنة كان مَهْلِكُ عبدِ الله بن عليٍّ عمِّ المنصور، وهو الذي أخَذَ الشامَ من أيدي بني أُمية،


(١) في تاريخه تاريخ الطبري (٤/ ٤٨١).
(٢) يعني الطبري في تاريخه (٤/ ٤٨١، ٤٨٢).
(٣) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>