للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي في شعبان من هذه السنة، وكان أديبًا فاضلًا مترسلًا شاعرًا مجيدًا، فمن شعره قوله:

يا من تشابه منه الخَلْقُ والخُلُقُ … فما تسافرُ إِلَّا نحوهُ الحَدَقُ

توريد دمعيَ من خَدَّيك مُخْتَلسٌ … وسُقْمُ جسميَ من جَفْنيكَ مُسْترَقُ

لم يبقَ لي رَمَقٌ أشكو هواكَ بهِ … وإنَّما يَتَشكَّى منْ بهِ رَمَقُ

محمد بن يحيى: أبو عبد اللَّه الجُرْجاني، أحد العلماء الزُّهَّاد العُبَّاد، المناظرين لأبي بكر الرَّازي، وكان يدرِّس في قطيعة الربيع، وقد فُلِج في آخر عُمره، وحين مات دفن مع أبي حنيفة، رحمه اللَّه تعالى.

[بديع الزَّمان] (١) أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد: أبو الفَضْل، الهَمَذَاني، الحافظ المعروف ببديع الزمان، صاحب الرَّسائل الرائقة، والمقامات الفائقة، وعلى منواله نسج الحَريري، واقتفى أثره وشكر تقدُّمه، واعترف بفضله، وكان قد أخذ عن ابن فارس في اللغة ثم برز، وكان أحد الفصحاء الفضلاء، ويذكر أنه سُمَّ وأخذته سكتة، فدفن سريعًا، ثم عاش في قبره، وسُمعَ صراخه، فنبشوا عنه، فإذا هو قد مات وهو آخذٌ على لحيته من هَوْل القبر، وذلك يوم الجمعة الحادي عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة، رحمه اللَّه تعالى، وعفا عنه، وسامحه وإيانا بمنِّه.

[ثم دخلت سنة تسع وتسعين وثلاثمئة]

فيها قُتل أبو علي بن ثمال نائب الرحبة من جهة الحاكم العُبيدي، قتله عيسى بن خلاط العُقيلي، وملكها، فأخرجه منها عَبَّاس بن مِرْداس صاحب حلب وملكها.

وفيها صرف أبو عمر (٢) بن عبد الواحد عن قضاء البصرة ووليه أبو الحسن بن أبي الشوارب، فذهب الناس يهنون هذا ويعزُّون هذا، فقال في ذلك العُصْفُري:

عِنْدي حَديثٌ ظَريفٌ … بمثْلِهِ يُتَغَنَّى


= (١٧/ ٩١) العبر (٣/ ٦٨ - ٦٩) النجوم الزاهرة (٤/ ٢١٩) شذرات الذهب (٣/ ١٥٢ - ١٥٣) نزهة الجليس (٢/ ٣١٩).
(١) ما بين حاصرتين من (ب) و (ط). وترجمة الهمذاني في يتيمة الدهر (٤/ ٢٥٦ - ٣٠١) معجم الأدباء (٢/ ١٦١ - ٢٠٢) اللباب (٣/ ٣٩٢) وفيات الأعيان (١/ ١٢٧ - ١٢٩) سير أعلام النبلاء (١٧/ ٦٧ - ٦٨) العبر (٣/ ٦٧) الوافي بالوفيات (٦/ ٣٥٥ - ٣٥٨) النجوم الزاهرة (٤/ ٢١٨ - ٢١٩) شذرات الذهب (٣/ ١٥٠ - ١٥١).
(٢) في (ح) و (ب) و (ط): عمرو بن عبد الواحد، وهو تحريف، وسيرد اسمه على المواب فى ترجمة وفيات سنة (٤١٤ هـ) من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>