للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابنَه يزيدَ في جيش فيهم أبو أيُّوبَ الأنصاريّ، ولكن لم يتفق له فتحها، وحاصرها مَسْلَمةُ بن عبد الملك بن مروان، في زمان دولتهم، ولم تُفتح أيضًا، ولكنْ صالحهم على بناء مسجد بها، كما قدمنا ذلك مبسوطًا، واللَّه تعالى أعلم.

[ذكر خروج الدجال بعد وقوع الملحمة الرومية وفتح القسطنطينية]

ولنذكر قبل ذلك مُقدِّمة فيما ورد في ذِكر الكذّابين الدخالِيْن الذين هم كالمقدِّمة بين يَدَيْه، ويكون المسيح الدجّال خاتَمُهمْ قبحه اللَّه وإيّاهُمْ، وجعل نار الجحيم مُنْقَلَبَهُمْ ومَثْواهُمْ.

روى مسلم في "صحيحه" من حديث شُعْبة وغيره، عن سِماك، عن جابر بن سَمُرة قال: سمعتُ رسول اللَّه يقول: "إنّ بَيْنَ يدي الساعة كذّابين" قال جابر: فاحذروهم (١).

وقال الإمام أحمد: حدّثنا موسى، حدثنا ابن لَهيعَة، عن أبي الزُّبير، عن جابر أنه قال: سمعتُ رسول اللَّه ، يقول: "بين يدي الساعة كذّابون، منهم صاحب اليمامة، ومنهم صاحب صنعاء العَنْسِي، ومنهم صاحبُ حِمْير، ومنهم الدجّال، وهو أعظمهم فتنةً" قال جابر: وبعض أصحابي يقول: "قريبٌ من ثلاثين كذابًا". تفردّ به أحمد (٢).

وثبت في "صحيح البخاريّ"، عن أبي اليمان، عن شُعَيْب، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه قال: "لا تقوم الساعة حتى يُبْعَثَ دخالون، كذّابون، قريب من ثلاثين، كلٌّ يزعمُ أنّه رسول اللَّه. . . " وذكر تمام الحديث بطوله (٣).

وفي "صحيح مسلم" من حديث مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "لا تقوم الساعة حتى يُبْعَثَ دخالون، كذّابون قريب من ثلاثين، كلٌّ يزعمُ أنّه رسول اللَّه". حدثنا محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّام بن مُنبّه، عن أبي هريرة عن النبي بمثله، غير أنّه قال: "ينبعث" (٤).

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، سمعت العَلَاء بن عبد الرحمن، يُحدّث، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي أنّه قال: "لا تقوم الساعة حتى يظهر ثلاثُونَ دَجَّالونَ، كلّهم يزعم أنه رسول اللَّه، ويَفِيضُ المالُ فيكثر، وتظهَرُ الفِتَنُ، ويكثرُ الهَرْجُ" قال: قيل:


= محمد الفاتح سنة (٨٥٧) هـ.
(١) رواه مسلم (٢٩٢٣).
(٢) رواه أحمد في المسند (٣/ ٣٤٥) وإسناده ضعيف.
(٣) رواه البخاري (٧١٢١).
(٤) رواه مسلم (١٧٥) الذي بعد (٢٩٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>