كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة تسع وتسعين وثلاثمئة - وممن توفي فيها من الأعيان - ج: 12 - ص: 379

منْ قاضِيَيْنِ يُعَزَّى … هذا وهذا يُهنَّا

فذا يقولُ اكرهونا … وذا يقولُ اسْتَرَحْنا

ويكذبانِ جميعًا (١) … ومن يُصَدِّقُ مِنَا

وفي شعبان من هذه السنة عصَفَتْ ريحٌ شديدة، فألقت رملًا أحمر في طرقات بغداد.

وفيها هَبَّتْ على الحُجَّاج ريحٌ سوداء مظلمة، واعترضهم الأعراب، فصدُّوهم عن السبيل، واعتاقوهم حتى فاتهم الحج في هذه السنة أيضًا، فرجعوا، وأخذت بنو هلال طائفةً من حجيج البَصْرة نحوًا من ستمئة، وأخذوا منهم نحوًا من ألف ألف دينار.

والخطبة بالحرمين للمِصْريين.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

عبد اللَّه بن بكر (٢) بن محمد بن الحسين (٣): أبو أحمد الطَّبَراني.

سمع ببغداد ومكة وغيرهما من البلاد، وكان مكثرًا، سمع منه الدَّارَقُطني وعبد الغني بن سعيد، ثم أقام بالشَّام بالقرب من جبلٍ عند بانياس يعبد اللَّه تعالى هناك إلى أن مات في ربيع الأول من هذه السنة.

محمد بن [أحمد بن] علي بن الحسين (٤): أبو مسلم، كاتب الوزير ابن حِنْزَابة (٥).

روى عن البغوي، وابن صاعد، وابن دُريد، وابن أبي داود، وابن عَرَفة، وابن مجاهد، وغيرهم، وكان آخر من بقي من أصحاب البغوي، وكان من أهل العلم والحديث والمعرفة والفهم، وقد تكلَّم بعضهم في روايته عن البغوي؛ لأن أصوله كان غالبها مفسودًا. وذكر الصُّوري أنه خلَّط في آخر عمره.

أبو الحسن علي بن أبي سعيد (٦): عبد الرحمن (٧) بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفي

---

(١) في المنتظم (٧/ ٢٤٤) والكامل (٩/ ٢١١): ونهذي.
(٢) في تاريخ بغداد (٩/ ١٠٦) ومعجم البلدان (١/ ٢٤١): ابن أبي بكر. وما هنا موافق لما في تاريخ دمشق لابن عساكر (٢٧/ ١٦٩) وخط الذهبي في تاريخ الإسلام (٨/ ٨٠٠) فالظاهر أن المؤلف نقله من تاريخ دمشق.
(٣) تاريخ بغداد (٩/ ٤٢٣ - ٤٢٤) معجم البلدان (١/ ٢٤١) سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٠٦ - ١٠٧).
(٤) تاريخ بغداد (١/ ٣٢٣) والمنتظم (٤/ ٤٥) وما بين حاصرتين منهما.
(٥) سلفت ترجمته في وفيات سنة (٣٩١ هـ).
(٦) تاريخ الحكماء (٢٣٠ - ٢٣١) الأنساب (٨/ ٤٦) وفيات الأعيان (٣/ ٤٢٩ - ٤٣١) سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٠٩ - ١١٠) ميزان الاعتدال (٣/ ١٣٢) الوافي بالوفيات (١٢/ ٩٥) مرآة الجنان (٢/ ٤٥١ - ٤٥٢) لسان الميزان (٤/ ٢٣٢ - ٢٣٣) حسن المحاضرة (١/ ٥٣٩) شذرات الذهب (٣/ ١٥٦ - ١٥٧).
(٧) في (ط): عبد الواحد، وهو تحريف.