للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي جُمادى الآخرة رجعت العساكر من بلاد سيس ومقدّمهم أقوش نائب الكَرَك.

وفي آخر رجب باشر القاضي محيي الدين (١) إسماعيل بن جهبل نيابة الحكم عن ابن صَصْرَى عوضًا عن الداراني الجعفري، واستغنى الداراني بخطبة جامع العُقَيبة عنها.

وفي ثالث رجب ركب نائب السلطنة إلى خدمة السلطان فأكرمه وخلع عليه، وعاد في أول شعبان ففرح به الناس.

وفي رجب كمُلت عمارة الحمام الذي بناه الأمير علاء الدين بن صُبح جوار داره شمالي الشامية البرَّانية.

وفي يوم الإثنين تاسع شعبانَ عقد الأمير سيف الدين أبو بكر بن أَرْغُون نائب السَّلطنة عقده على ابنة الناصر، وختن في هذا اليوم جماعة من أولاد الأمراء بين يديه، ومَدَّ سماطًا عظيمًا، ونُثرت الفضةُ على رؤوس المطهِّرين، وكان يومًا مشهودًا، ورسم السلطان في هذا اليوم وضع المَكْسَ عن المأكولات بمكة، وعوَّض صاحبها عن ذلك بإقطاع في بلد الصعيد (٢).

وفي أواخر رمضان كَمُلت عمارة الحمَّام الذي بناه بهاء الدين بن عليمة (٣) بزقاق الماصية (٤) من قاسيون بالقرب من سكنه، وانتفع به أهل تلك الناحية ومن جاورهم.

وخرج الركب الشامي يوم الخميس ثامن شوال وأميره سيف الدين بلبطي نائبُ الرَّحبة، وكان سكنه داخل باب الجابية بدرب ابن صَبْرة، وقاضيه شمس الدين بن النقيب (٥) قاضي حمص.

وممّن توفي فيها من الأعيان:

القاضي شمس الدين بن العز الحنفي (٦): أبو عبد الله محمد بن الشيخ شرف الدين أبي البركات محمد بن الشيخ عز الدين أبي العز صالح بن أبي العز بن وهيب (٧) بن عطاء بن جبير بن كاين بن وهيب الأذرعي الحنفي، أحد مشايخ الحنفية وأئمتهم وفضلائهم في فنون من العلوم متعددة.

حكم نيابة نحوًا من عشرين سنة، وكان سديد الأحكام محمود السيرة جيد الطريقة كريم الأخلاق،


(١) في ط: محي الدين بن إسماعيل. وهو غلط.
(٢) النجوم الزاهرة (٩/ ٧٤).
(٣) في ط: عليم.
(٤) في ط: الماجية. وهو توهم.
(٥) هو: محمد بن أبي بكر بن إبراهيم ولي قضاء حمص سنة (٧١٨ هـ). مات سنة (٧٤٥ هـ). كما سيأتي.
(٦) ترجمته في الدرر الكامنة (٤/ ٢٤٦) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٥٤) والدارس (١/ ٥٤٧) والشذرات (٦/ ٥٨).
(٧) في الدرر: وهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>