للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرْضَ قبل الليل، ولو أنها أرْسلتْ من رَأسِ السِّلْسلةِ (١) لسارَتْ أرْبَعينَ سَنة الليلَ والنهار، قَبْلَ أنْ تَبْلُغَ أصلها أو قعْرَها". ورواه الترمذيّ (٢).

وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو عاصم، حدّثنا عبد الله بن أميّة (٣)، حدّثني محمد بن حُيَيّ، حدّثني صَفْوانُ بنُ يَعْلَى، عن أبيه، أن النبيَّ ، قال: "البحرُ هو جَهنّم" (٤).

ذكر تعظيم خَلقهم في النار [أعاذنا الله من النار]

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (٥٦)[النساء: ٥٦].

وقال أحمد: حدّثنا وَكيعٌ، حدّثني أبو يَحْيى الطَّويلُ، عن أبي يَحْيى القَتَّات، عن مُجَاهد، عن ابن عمر، عن النبيِّ قال: " يَعْظُمُ أهل النّارِ في النار حَتَّى إنَّ بَيْن شحْمة أُذُنِ أحَدِهمْ إلى عَاتِقه مَسيرةُ سَبْعمئة عامٍ، وإن غلَظَ جِلْده سبْعُونَ ذِراعاً، وإنَّ ضرسه مثلُ أُحُدٍ ". كذا رواه أحمد في " مسنده " عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو الصحيح.

وكذا رواه البيهقيّ، ثم رواه من طريق عِمْران بن زيد، عن أبي يحيى القتّات، عن مُجاهد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً، فذكر مثله، ثم صحح البيهقيّ الأوّل كما ذكرنا، والله أعلم. وهذا الحديث غريب من هذا الوجه.

ولبعضه شاهدٌ من وُجُوهٍ أُخرى عن أبي هريرة، فالله أعلم (٥). فقال الإمام أحمد: حدّثنا رِبْعيُّ بن إبراهيم، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سَعيدٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "ضِرْسُ الكَافِر يَوْمَ القِيَامة مِثْلُ أُحُدٍ، وعَرْضُ جلدِه سبْعُونَ ذِراعاً، وفَخذُه مِثْلُ وَرِقان (٦)، ومَقْعدُه في النار مِثْلُ ما بَيْني وبَيْن الزَّبَذَةِ". ورواه البَيْهقيّ من طريق بِشر بن المُفَضَّل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، وزاد فيه: " وعَضُدُهُ، مِثْلُ البَيْضاءِ (٧) " (٨).


(١) المذكورة في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (٣٢)﴾ [الحاقة: ٣٢].
(٢) رواه أحمد في المسند (٢/ ١٩٧) والترمذي رقم (٢٥٨٨) وهو حديث حسن.
(٣) في الأصول: ابن أبي أمية، وهو خطأ.
(٤) رواه أحمد في المسند (٤/ ٢٢٣) وإسناده ضعيف.
(٥) رواه أحمد في المسند (٢/ ٢٦) والبيهقي في "البعث والنشور" رقم (٦٢٧) و (٦٢٦) وإسناده ضعيف.
(٦) ورقان: جبل أسود بين العرج والرويثة، على يمين الذاهب من المدينة إلى مكة.
(٧) البيضاء: ثنية التعيم بمكة.
(٨) رواه أحمد في المسند (٢/ ٣٢٨) والبيهقي في "البعث" (٦٢٤) وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>