للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زماننا] (١)، وله كتاب "العِلل" (٢) المصنَّفة المرتبة على أبواب الفِقْه، وغير ذلك من المصنَّفات النافعة.

وكان من العبادة والزهادة والورع والحِفْظ والكرامات الكثيرة المشهورة على جانبٍ كبير، وأكرم مثواه.

صلَّى مرَّة، فلما سلَّم قال له بعض منْ صلَّى معه: لقد أطلت علينا، ولقد سبَّحتُ في سجودي سبعين مرَّة. فقال عبد الرحمن: لكني والله ما سبَّحْتُ إلا ثلاث مرَّات.

وتهدَّم سور [بلدفي] (٣) بعضِ بلاد الثُّغور، فتكلَّم عبد الرحمن بن أبي حاتم على الناس، وحثَّهُمْ على عِمارته، وقال: من يعمره وأضمن له على الله الجنة؟ فقام رجل من التُّجَّار فقال: اكتب في خَطِّكَ هذا الضَّمان، وهذه ألف دينار لِعمارته. فكتب له رُقْعةً بذلك، وعمِّرَ ذلك السُّور، ثم اتفق موتُ الرجل عما قريب، فلما حضر الناسُ جِنازته طارت من كفنه رُقْعة، وهي التي كان كتبها له ابنُ أبي حاتم، ثم عادت وقد كتب في ظهرها: قد أمضينا لك هذا الضَّمان، ولا تعد إلى ذلك.

[ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وثلاثمئة]

قال ابنُ الجوزي في "منتظمه": في غُرَّة المُحرَّم منها ظهرت في الجو حُمْرةٌ شديدة من ناحية الشمال والمغرب، وفيه أعمدة بيضٌ عظيمة كثيرة العدد (٤).

وفيها وصل الخبر بأن ركنَ الدولة أبا علي الحسن بن بُوَيْه الدَّيْلمي وصل إلى واسط، فركب الخليفة، وبُجْكُم لقتاله، فانصرفَ راجعًا [إلى الأهواز] (٥)، ورجعا إلى بغداد.

وفي هذه السنة ملك ركنُ الدولة بنُ بُوَيْه مدينة أصبهان، أخذها من وشمكير أخي مَرْدَاويج؛ لقلَّةِ جيشه في ذلك الحين.

وفي شعبان زادت دِجْلَة زيادةً عظيمة، وانتشرت في الجانب الغربي، وسقطت دورٌ كثيرة، وانبثق بثقٌ من نواحي الأنبار، فغرَّق قرى كثيرة، وهلك بسببه حيوانات وسباع كثيرة في البرية.

وفيها تزوج بُجْكُم بسارة بنت أبي عبد الله البريدي؛ وهو محمد بن أحمد بن يعقوب الوَزير يومئذٍ


(١) ما بين حاصرتين من (ط).
(٢) طبع في القاهرة سنة (١٩٤٦ م).
(٣) ما بين حاصرتين من (ط).
(٤) المنتظم (٦/ ٢٩٩).
(٥) ما بين حاصرتين من (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>