للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معهم، وقد كان من أهْلِ بغداد قبل ذلك كما ذكرناه قبل. وركب ابن حمدان في آثار الرُّوم، فدخل بلادهم، فقتل خلقًا كثيرًا منهم [وأسر] (١) وغَنِمَ أشياء كثيرة أيضًا.

قال ابنُ الأثير: وفي هذه السنة في شوال منها جاء سَيْلٌ [عظيم] (٢) إلى تكريت ارتفع في أسواقها أربعة عشر شبرًا، وغرق بسببه أربعمئة دار، وخَلْقٌ لا يعلمهم إِلَّا الله، حتى كان المسلمون والنصارى يُدْفنون جميعًا، لا يعرف هذا من هذا (٣).

قال: وفيها هاجت بالمَوْصل ريحٌ فيها حمرة، ثم اسْوَدَّت حتى كان الإنسان لا يبصر صاحبه [نهارًا] (٤)، وظَنَ النَّاس أن القيامة قد قامت، ثم انجلى ذلك بمطرٍ أرسله الله عليهم (٥).

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الحسين بن الحسين بن عبد الرحمن (٦): أبو عبد الله الأنْطاكي، قاضي ثغور الشَّام، ويُعْرف بابن الصَّابوني، وكان ثِقَة نبيلًا، قَدِمَ بغداد، وحدَّث بها.

علي بن الحسين بن حَرْب بن عيسى (٧): أبو عبيد بن حَرْبَوَيْه القاضي بمصر مُدَّة طويلة جدًّا.

وكان ثِقَةً عالمًا جليلًا، من خيار القُضَاة وأعدلهم، وكان يتفقه على مذهب أبي ثور (٨)، وقد ذكرناه في "طبقات الشافعية" بما فيه مقنع وكفاية، وقد استعفى عن القضاء، فعزل عنه في سنة إحدى عشرة وثلاثمئة، ورجع إلى بغداد، فأقام بها حتى مات بها في هذه السنة في صفر، وصلَّى عليه أبو سعيد الإصْطَخْري، ودفن بداره.

قال الدَّارَقُطْني: حدَّث عنه أبو عبد الرحمن النَّسائي في "الصحيح"، ولعله مات قبله بعشرين سنة. وذَكَرَ من جلالته وفضله (٩)، .


(١) ما بين حاصرتين من (ط).
(٢) ما بين حاصرتين من (ط).
(٣) الكامل (٨/ ٢٣٥ - ٢٣٦).
(٤) ما بين حاصرتين من (ط).
(٥) الكامل (٨/ ٢٣٦).
(٦) تاريخ بغداد (٨/ ٣٩ - ٤٠) المنتظم (٦/ ٢٣٨).
(٧) الولاة والقضاة (٥٢٣ - ٥٣١) تاريخ بغداد (١١/ ٣٩٥ - ٣٩٨) طبقات الفقهاء للشيرازي (١١٠) الأنساب (٤/ ٩٨ - ٩٩) المنتظم (٦/ ٢٣٨ - ٢٣٩) سير أعلام النبلاء (١٤/ ٥٣٦ - ٥٣٨) طبقات الشافعية للسبكي (٣/ ٤٤٦ - ٤٥٥) رفع الإصر (٢/ ٣٨٩).
(٨) سلفت ترجمته في وفيات سنة (٢٤٠ هـ) من هذا الكتاب.
(٩) انظر تاريخ بغداد (١١/ ٣٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>