للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وللبخاري (١) من حديث الزُّهْري عن عُبَيْد الله بن عبد الله، عن عائشة وابن عبّاس، قالا: لما نزلَ برسول الله طَفِقَ يَطْرَحُ خَميصةً له على وجهه، فإذا اغتمَّ كَشَفَها عن وجهه، فقال وهو كذلك: "لعنةُ اللهِ على اليهود والنصارى: اتَّخذوا قُبورَ أنبيائهم مساجدَ، يُحَذِّرُ ما صنعوا".

قلت: وهذه الأثواب (٢) الثّلاثةُ لا يُدْرَى ما كان من أمرها بعدَ هذا. وقد تقدَّم أنّه طُرِحَتْ تحتَه في قَبْره الكريمِ قَطيفةٌ حمراء كان يُصلِّي عليها، ولو تَقصَّيْنا ما كان يلبسهُ في أيام حياته لطال الفَصلُ، وموضعه كتابُ الّلباس من كتاب "الأحكام الكبير" إن شاء الله، وبه الثقة وعليه التكلان.

ذكر (٣) أفْراسِه ومَراكيبه

قال ابن إسحاق: عن يَزيد بن حَبيب، عن مَرْثد بن عبد الله اليَزَني (٤)، عن عبد الله بن زُرَيْرٍ (٥)، عن عليّ قال: كانَ للنبيّ فَرَسٌ يُقالُ له: المُرْتِجِزُ، وحِمارٌ يُقالُ لهُ: عُفَيْرٌ. وبغلةٌ يقالُ لها: دُلْدُلُ، وسَيْفُهُ ذو الفقارِ، ودِرْعُهُ ذو الفُضول. ورواه البيهقي (٦) من حديث الحكم، عن يحيى بن الجَزّار، عن علي نحوه، قال البيهقي: وَرَوَيْنا في كتاب "السنن" أسماء أفراسه التي كانت عند الساعديَيْن؛ لزازًّا (٧) واللُّحَيْف، وقيل: اللُّخَيْف، والظَّرِب، والذي ركبه لأبي طلحة، يقال له: المندوب. وناقتُه القَصْواء، والعَضْباء، والجَدْعاء، وبغلته الشهباء، والبَيْضاء. قال البيهقي: وليس في شيء من الروايات أنه مات عنهن، إلا ما رَوَيْنا في بَغْلَته البَيْضاء، وسلاحه، وأرْضٍ جَعَلَها صَدَقَةً، ومن ثيابه، ونَعْلَيْه (٨)، وخاتَمِه، وما (٩) رَوَيْنا في هذا الباب.

وقال أبو داود الطيالسي (١٠): ثنا زمعة بن صالح، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: تُوفِّي رسول الله وله جُبَّةُ صوفٍ في الحياكة. وهذا إسناد جيد.


(١) البخاري (٥٨١٥، ٥٨١٦).
(٢) ط: (الأبواب) تحريف.
(٣) ليس اللفظ في ط.
(٤) ط: (المزني) وانظر تهذيب الكمال (٢٧/ ٣٥٧).
(٥) أ، ط: (رزين) وهو تحريف. وانظر تهذيب الإكمال (١٤/ ٥١٧).
(٦) دلائل النبوة (٧/ ٢٧٨).
(٧) أ: (نزار) تحريف، وط: (لزاز) وما أثبته للسياق النحوي.
(٨) ط: (وبغلته) تحريف.
(٩) ط: (ما) بلا واو.
(١٠) تاريخ دمشق (٤/ ٢٠٠).