حسَن، كما سنذكره. ولكنْ ذكرَ بعضُهم أنَّ الحسن بن قَحْطَبة غزا الصائفةَ مع عبدِ الوهاب بنِ إبراهيم الإمام سنةَ أربعين، فاللّه أعلم.
وفيها وسَّع المنصور المسجدَ الحرام، وكانت هذه السنةُ خِصْبَة جدًّا، أي: كثيرَةَ الخِصْبِ، فكان يُقال لها السنة الخِصْبة، وقيل: إنما كان ذلك في سنةِ أربعين.
وفيها عزَلَ المنصورُ عمَّهُ سُليمان عن إمْرَةِ البصرة، فاختفى عبدُ اللَّه بن علي وأصحابهُ خوفًا على أنفسهم، فبعث المنصورُ إلى نائبِهِ على البصرة - وهو سفيان بن معاوية - يستحثُّهُ في إحضارِ عبدِ الله بن عليٍّ إليه، فبعثه في أصحابِه، فقتَلَ بعضهم، وسجَنَ عبدَ الله بن عليٍّ عمَّهُ، وبعث بقيةَ أصحابه إلى أبي داود، نائبِ خُراسان، فقتلهم هناك.
وحَجَّ بالناس فيها العباسُ بن محمد بن علي بن عبدِ اللَّه بن عباس.
وفيها تُوفِّي:
عمرو بن مجاهد.
ويزيد بن عبد الله بن الهاد.
ويونس بن عُبيد، أحَدِ العُبَّاد، وصاحبُ الحسن البصري.
[ثم دخلت سنة أربعين ومئة]
فيها ثار جماعةٌ من الجند على أبي داود نائبِ خُراسان، وحاصروا دارَه، فأشرف عليهم وجعَلَ يستغيثُ بجندِهِ ليَحْضُروا إليه، واتَّكأ على آجُرَّةٍ في الحائط فانكسرَتْ به، فسقط فانكسَرَ ظهرُهُ فمات، فخَلَفَهُ على خراسان عاصمٌ صاحبُ الشُّرطة، حتَّى قدِمَ الأميرُ من جهةِ الخليفةِ عليها، وهو عبدُ الجبار بن عبدِ الرحمن الأزْدي، فتسلَّمَ بلادَ خُراسان، وقتَلَ جماعة من الأمراء، لأنه بلغَهُ عنهم أنهم يدعون إلى خلافةِ آلِ عليِّ بن أبي طالب، وحبَسَ آخرين، وأخذ نُوَّابَ أبي داود بِجبِاية الأموالِ المنكسرةِ عندَهم.
وفيها حَجَّ بالناس الخليفةُ المنصور، أحرَمَ من الحِيرة، ورَجَعَ بعدَ انقضاءِ الحج إلى المدينة، ثم رَحَلَ إلى بيتِ المقدِس، فزارَهُ ثم سلك الشام إلى الرَّقهّ، ثم سار إلى الهاشمية، هاشميةِ الكوفة، ونُوَّابُ الأقاليم همُ المذكورون في التي قبلَها سوى خراسان، فإنه مات نائبُها أبو داود، فخلَفَهُ مكانَهُ عبدُ الجبار الأزْدي.