للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر] بيعة الملك (١) المنصور قلاوون الصالحي

لما كان يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من رجب اجتمع الأمراء بقلعة الجبل من مصر وخلعوا الملك العادل (٢) سَلامُش ابن الظاهر، وأخرجوه من التبن (٣)، وإنّما كانوا قد بايعوه صورةً ليسكن الشر عند خلع الملك السعيد، ثم اتفقوا على بيعة الملك المنصور قلاوون (٤) الصالحي، ولقَّبوه الملكَ المنصور، وجاءت البيعةُ إلى دمشق فوافقَ الأمراءُ وحلفوا، وذكر أن الأمير شمس الدين سنقر الأشقر لم يحلف مع الناس ولم يرضَ بما وقع، وكأنه داخله حسدٌ من المنصور، لأنه كان يرى أنه أعظم منه عند الظاهر.

وخُطب للمنصور على المنابر [في الديار] (٥) المصرية والشامية، وضربت السكة باسمه، وجرت الأمور [في البلاد] بمقتضى رأيه (٦) فعزل وولَّى ونفذت مراسيمه في سائر البلاد بذلك، فعزل عن الوزارة برهان الدين السنجاري (٧) وولَّى مكانه فخر الدين بن لقمان (٨) كاتب السِّر، وصاحب ديوان الإنشاء بالديار المصرية.

وفي يوم الخميس الحادي عشر من ذي القعدة من هذه السنة توفي الملك السعيد ابن الملك الظاهر بالكرك، وسيأتي ذكر ترجمته إن شاء الله لّعالى. وفيها حمل الأمير أيْدَمر الذي كان نائب الشام في محفَّة لمرضٍ لحقه إلى الديار المصرية، فدخلها في أواخر ذي القعدة، واعتقل بقلعة مصر (٩).

[ذكر] سلطنة سُنْقُر الأشْقَر بدمشق

لما كان يوم الجمعة الرابع والعشرين من ذي القعدة ركب الأمير شمس الدين سُنْقُر الأشْقَر من (١٠) دار


(١) ب: ذكر البيعة للملك المنصور قلاوون لما كان.
(٢) ب: العادل بدر الدين سلامش.
(٣) في الأصول: البين؛ وهو تحريف ومسجد التبن يقع خارج القاهرة قريبًا من المطرية. خطط المقريزي (٢/ ٤١٣) والنجوم (٧/ ١٩٦).
(٤) ب: ليسكنوا الأمر عند خلع الملك السعيد ثم بايعوا سيف الدين قلاوون.
(٥) ن ط وحدها.
(٦) ب: رأيه وحكمه.
(٧) هو الخضر بن الحسن بن علي السنجاري برهان الدين قاضي القفاة. سترد ترجمته في وفيات سنة ٦٨٦ من هذا الجزء.
(٨) هو إبراهيم بن لقمان بن أحمد فخر الدين، سترد ترجمته في وفيات سنة ٦٩٣ من هذا الجزء إن شاء الله.
(٩) ب: واعتقل بالقلعة.
(١٠) ب: من داره دار السعادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>