كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

٣ - تاريخ الإسلام - ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة - ج: 13 - ص: 206

محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز بن مهران العُكْبَري (١).

سمع هلالًا الحفار، وابن رزقويه، والحمامي (٢) وغيرهم، وكان فاضلًا جيّد الشعر، فمن شعره قوله:

أطيل تفكّري في أيّ ناسٍ … مضوا قُدُمًا (٣) وفيمن خَلَّفونا

همُ الأحياءُ بعد الموت ذِكرًا (٤) … ونحنُ من الخمولِ الميّتُونا

توفي في رمضان من هذه السنة، وله تسعون (٥) سنة، رحمه اللَّه تعالى.

هَيَّاج بن عُبيد (٦) الحِطِّيني الشامي (٧).

سمع الحديث، وكان أوحد زمانه زهدًا وفقهًا واجتهادًا في العبادة، أقام بمكة مدّة يفتي أهلها، ويعتمر في كلّ يوم ثلاث مرات على قدميه، ولم يلبس نعلًا مذ أقام بمكّة، ويزور قبر رسول اللَّه ﷺ مع أهل مكّة ماشيًا حافيًا، وكذلك يزور قبر ابن عباس بالطائف وكان لا يدّخر شيئًا، ولا يلبس إلا قميصًا واحدًا، ضربه بعض أمراء مكّة في بعض فتن الروافض، فتشكّى أيامًا، ومات رحمه اللَّه تعالى، وقد نيّف على الثمانين سنة.

[ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة]

وفيها: استولى تكش أخو السلطان ملك شاه على بعض خراسان.

وفيها: أذن للوعاظ في الجلوس، وكانوا قد منعوا من وقت فتنة ابن القشيري.

---

= ذي الحجة من سنة ٤٨٠، وترجمته في المنتظم (٩/ ٣٩ - ٤٠)، وإكمال ابن نقطة (٢/ ٤٥٤) وتاريخ الإسلام للذهبي (١٠/ ٤٥٥)، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (٣/ ٤٨٧) وغيرها. (بشار).
(١) تاريخ بغداد (٣/ ٢٣٩)، المنتظم (٨/ ٣٢٥)، الكامل في التاريخ (١٠/ ١١٧)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٣٩٢)، شذرات الذهب (٣/ ٣٤٢).
"والعكبري": نسبة إلى عكبرا، بضم العين المهملة، وفتح الباء الموحدة، وقيل: بضمها، وهي بلدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي، والنسبة إليها: عكبري، عكبراوي. معجم البلدان (٤/ ١٤٢).
(٢) "الحمامي": ساقط من (أ).
(٣) في المنتظم: عنا.
(٤) في المنتظم: حقًّا.
(٥) في (ب) و (ط): سبعون.
(٦) في (ط): "عبد اللَّه"، محرف، وما أثبتناه يعضده ما في مصادر ترجمته.
(٧) المنتظم (٨/ ٣٢٦)، معجم البلدان (٢/ ٢٧٣)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٣٩٣)، الشذرات (٣/ ٣٤٢).