فأمر له بعشرةِ آلاف دينار، وقال: لا يُنشدني أحدٌ بعدَه بشيء. فقال أشجع: واللَّه لأمرُهُ ألَّا يُنشده أحدٌ من بعدي أحبُّ إليَّ من صِلَتِه. وكان في السبي الذي سُبي مِن هِرَقلة ابنةُ بطْريقها، وكانتْ ذاتَ حسنٍ وجمال، فنُودي عليها في المغانم، فزاد عليها صاحبُ الرشيد، فصادفتْ منه مَحَلًّا عَظيمًا، فنقلها معه إلى الرقة، وبنى لها حِصْنًا بين الرافقة وبالِس على الفرات، وسمَّاهُ هِرَقْلة، يَحكي بذلك هرقلةَ التي ببلاد الروم. وبقي الحصنُ عامرًا مدَّةً حتى خَرِب، وآثاره إلى وقتنا ذا باقية؛ وفيه آثارُ عمارةٍ وأبنيةٍ عجيبة، وهو قُرْب صفِّين من الجانب الغربي. معجم البلدان (٥/ ٣٩٨، ٣٩٩). (١) ترجمته في تاريخ بغداد (٧/ ١٥٢)، المنتظم (٩/ ١٤٠)، وفيات الأعيان (١/ ٣٢٨)، مختصر تاريخ ابن عساكر (٦/ ٩٨)، سير أعلام النبلاء (٩/ ٥٩)، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (١/ ٢٤٣). (٢) انظر مختصر ابن منظور لتاريخ ابن عساكر (٦/ ٩٨)، وترجمته ليست فيما طبع من تاريخ ابن عساكر، وهي من ضمن الأجزاء المفقودة منه. (٣) في (ح): العشران. وعليه. (٤) انظر الحاشية قبل السابقة.