للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها حج القاضي شرف الدين البَارزيُّ (١) من حماة.

[وفي ذي الحجة وقع حريقٌ عظيمٌ بالقرب من الظَّاهرية مبدؤه من الفُرن تجاهها الذي يقال له: فرن الصُّوفية (٢) ثم لطف الله وكف شرها وشررها] (٣).

قلت: وفي هذه السنة كان قدومنا من بصرى إلى دمشق بعد وفاة الوالد، وكان أول ما سكنَّا بدرب سَفُّون (٤) الذي يقال له: درب ابن أبي الهيجاء بالصاغة العتيقة عند الطُّيوريين (٥)، ونسأل الله حسن العاقبة والخاتمة آمين.

وممَّن توفي فيها من الأعيان:

الأمير رُكن الدين بِيْبَرْس: العَجَميّ الصالحيّ (٦)، المعروف بالجَالِق، كان رأس نوبة (٧) الجِمْداريّة في أيام الملك الصالح نجم الدين أَيّوب وأمَّره الملك الظاهر. وكان من أكابر الدولة كثير الأموال، توفي بالرَّملة لأنّه كان في قسم إقطاعه في نصف جمادى الأولى، ونقل إلى القُدْس فدُفن به.

الشَّيخ صالح الأَحمدي الرفاعي (٨): شيخ المُنَيْبع (٩)، وكان التَّتر يكرمونه لمّا قدموا دمشق، ولما جاء قُطْلُوشاه نائب التَّتر نزل عنده، وهو الذي قال للشيخ تقي الدين بن تيمية حين تناظروا (١٠) بالقصر: نحنُ ما ينفُق حالنا إلا عند التتر، وأمّا عند الشرع فلا.

[ثم دخلت سنة ثمان وسبعمئة]

استهلّت [والخليفة المستكفي وسلطان البلاد الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون، ونوابه وقضاته بالديار المصرية والبلاد الشامية هم المذكورون في السنة التي قبلها]، والشيخ تقيُّ الدين قد أُخرج من الحَبْس، والنَّاس قد عكفوا عليه زيارة وتعلُّمًا واستفتاءً وغير ذلك.


(١) هو: هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم، وسيأتي في وفيات سنة (٧٣٧ هـ).
(٢) في ط: العَوتيّة، وهو توهم.
(٣) ليست في ب.
(٤) في ط: سَعُّور. وهو عند الصَّاغة العتيقة، وسيذكره المؤلف مرة ثانية في أحداث سنة (٧١٠ هـ).
(٥) في ط: الطوريين، وهو تصحيف. وما أثبتاه موافق لما في الدارس (٢/ ٧).
(٦) ترجمته في: الدرر الكامنة (١/ ٥٠٨) والنجوم الزاهرة (٨/ ٢٢٧).
وفيه: (الجَالِقُ: لفظٌ تركي، اسمٌ للفرس الحادِّ المزاج، الكثير اللعب).
(٧) ليست في ط.
(٨) ترجمته في: الدرر الكامنة (٢/ ٢٠١ - ٢٠٢) والدليل الشافي (١/ ٣٥٢). وفيهما: صالح بن عبد الله البطائحي.
(٩) في ط: المينبع.
(١٠) زيادة في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>