للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال يعقوبُ بن سفيان: حدَّثنا حرملةُ، حدَّثنا ابنُ وهب، أخبرني ابنُ لَهيعة، عن أبي الأسود قال: دخلَ معاويةُ على عائشةَ، فقالت: ما حملكَ على قتل أهل عذراءَ حجرٍ وأصحابهِ؟ فقال: يا أمَّ المؤمنينَ، إني رأيتُ قتلَهم إصلاحًا للأمة، وأن بقاءَهم فسادًا، فقالت: سمعتُ رسولَ الله يقول: "سيُقتلُ بعذراءَ ناسٌ يغضبُ الله لهم وأهلُ السماء (١).

وقال يعقوب: حدَّثنا عمرو بن عاصم، حدَّثنا حمَّاد بن سلمةَ، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المُسيب، عن مروان بن الحكم، قال: دخلتُ مع معاويةَ على أُمِّ المؤمنينَ عائشةَ ، فقالت: يا معاويةُ! قتلتَ حُجْرًا وأصحابَه، وفعلتَ الذي فعلتَ، أما خشيتَ أن أُخَبِّئ لك رجلًا فيقتلكَ؟ قالَ: لا، إني في بيتِ أمانٍ، سمعتُ رسولَ الله يقول: "الإيمانُ قيَّدَ الفَتْكَ، لا يفتكُ مؤمنٌ" يا أُمَّ المؤمنينَ، كيف أنا فيما سوى ذلك من حاجاتِكِ؟ قالت: صالح. قال: فدعيني وحُجْرًا حتى نلتقي عندَ ربِّنا ﷿ (٢).

[خبر آخر]

قال يعقوب بن سفيان: حدَّثنا عُبيد الله بن مُعاذ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا شعبةُ، عن أبي سَلَمةَ، عن أبي نَضْرَةَ، عن أبي هريرة، أن رسولَ الله قال لعَشَرةٍ من أصحابه: "آخرُكم موتًا في النَّار" فيهم: سمرةُ بن جُنْدَبٍ، قال أبو نضرة: فكانَ سمرة آخرهم موتًا (٣).

قال البيهقي: رواتُه ثقات إلا أن أبا نضرة العَبْديّ لم يثبت له من أبي هريرة سماع، والله أعلم (٤).

ثُم رُوي من طريق إسماعيل بن حكيم، عن يُونسَ بن عُبيد، عن الحسن، عن أنس بن حَكيم قال: كنتُ أمرُّ بالمدينة فألقى أبا هريرةَ، فلا يبدأُ بشيءٍ حتَّى يسألني عن سَمُرةَ، فإذا أخبرتُه بحياته وصِحَّته فرحَ وقال: إنَّا كنا عشرةً في بيتٍ، وإنَّ رسول الله قامَ علينا ونظرَ في وُجوهنا وأخذَ بعَضادَتَي الباب وقال: "آخرُكم موتًا في النَّار" فقد ماتَ منا ثمانيةٌ ولم يبقَ غيري وغيرُه، فليس شيءٌ أحبَّ إليَّ من أن أكون قد ذقتُ الموتَ (٥). وله شاهد من وجه آخر.


(١) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٥٧)، وإسناده ضعيف.
(٢) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٥٧) بطوله، وفي سنده ابن جدعان، ضعيف، وروى المرفوع منه أبو داود في سننه رقم (٢٧٦٩) في الجهاد عن أبي هريرة ، وإسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي راويه عن أبي هريرة، وقد ساقه المزي بسنده من طريق أبي نعيم به (تهذيب الكمال ٧١/ ٣٦٧ - ٣٦٨).
(٣) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٥٨).
(٤) وقال الذهبي في السير (٣/ ١٨٤): هذا حديث غريب جدًّا، ولم يصح لأبي نضرة سماع من أبي هريرة.
(٥) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٥٩) وفي سنده أنس بن حكيم، وهو مجهول.