للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلنا نعرف ما لأهمية مسند الإمام أحمد في دواوين السنة، وقد تمنى الحافظ الذهبي أن يُقيِّض اللَّه لهذا المسند من يرتبه ويخدمه. وقد أقام اللَّه لترتيبه الشيخ الإمام الصالح الورع أبا بكر بن عبد اللَّه المحب الصامت، فرتبه على معجم الصحابة، ورتب الرواية كذلك كترتيب كتاب الأطراف، وتعب به كثيرًا.

ثم إن الشيخ الإمام مؤرخ الإسلام، وحافظ الشام، عماد الدين أبا الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ، أخذ هذا الكتاب المرتب من مؤلفه، وأضاف إليه أحاديث الكتب الستة، ومعجم الطبراني الكبير، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى المَوْصلي، وأجهد نفسه كثيرًا، وتعب فيه تعبًا عظيمًا، فجاء لا نظير له في العالم (١).

والحافظ ابن كثير كان يحفظ المسند عن ظهر قلب.

إذن فقد استبان منهج العمل أمام الحافظ ابن كثير، ألا وهو تفريغ مسند الإمام أحمد على تحفة الأشراف، وتفريغ معجم الطبراني الكبير، وهو مصنف أساسًا على أسماء الصحابة، وليضف إليه مسند البزار من الزوائد على الكتب الستة، وكذا مسند أبي يعلى الموصلي. وليكنْ كل هذا في قالب أسماء الصحابة، وليكن أسد الغابة لابن الأثير هو أساس العمل.

[٩ - التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل]

اتفق كثير من المترجمين لابن كثير على اسم هذا الكتاب "التكميل"، صرح به ابن كثير في "البداية والنهاية" (٨٠/ ١٥٠). و (٩/ ٤١) و (١٠/ ٤١، ٧٦، ١٠٦، ١٠٨، ١١٧، ١٩٧، ٣١٣) و (١١/ ٢٥٧ و ٢٧٧).

وذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" والبغدادي في "هدية العارفين" باسم "التكملة في معرفة الثقات والضعفاء" (٢) قال الحسيني في ذيل تذكرة الحفَّاظ: "ومن تصانيفه: التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل، جمع بين كتاب التهذيب "تهذيب الكمال؛ للمزي" والميزان "ميزان الاعتدال؛ للذهبي" وهو في خمس مجلدات" (٣).

وقال ابن العماد في "شذرات الذهب": واختصر "تهذيب الكمال" وأضاف إليه ما تأخَّر في


(١) لقد استفدنا من هذا الكتاب العظيم عند قيامنا بتأليف كتاب "المسند الجامع" لمعرفة ما سقط من الأحاديث في الطبعة الميمنية من مسند الإمام أحمد، فاستدركناها منه، وذلك ظاهر في حواشي "المسند الجامع" الذي نشرته دار الجيل سنة ١٩٩٢ م (بشار).
(٢) كشف الظنون (١/ ٤٧١) وهدية العارفين (١/ ٢١٥).
(٣) ذيل تذكرة الحفاظ (ص: ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>