للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاليَةٍ بَهِيَّةٍ" قالوا: يا رسولَ اللهِ، نَعَمْ، نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لها، فقال: "قولوا: إنْ شَاءَ اللهُ" فقال الْقَومُ: إنْ شاء الله. ثم قال البَزَّار: لا نعْلَمُ لَهُ طريقًا إلا هذا.

وقد رَواه ابن ماجه منْ حدَيث الْوَليدِ بن مُسْلم، عَنْ مُحمَّد بن مُهاجر، بنَحوه، ورَواهُ أبو بكر بن أبي دَاودَ عَنْ عَمْرو بن عُثْمانَ، عنْ أبيه، عَنْ مُحمَّدِ بن مُهاجر، به، ورواه ابن أبي الدنيا، من طريق مهاجر (١).

وتقدَّم في الحَديث الّذِي رواه أبو بكر بن أبي سبرة (٢)، عن عُمَر بن عَطاء بن وَرَازٍ (٣)، عن سَالِم أبي الغَيْثِ، عنْ أبي هريرَةَ، مَرْفُوعًا: "أرْضُ الْجَنَّةِ بيضَاءُ، عَرْصَتُها صُخُورُ الكافور، وقد أحَاطَ به المسكُ مِثْلَ كُثْبانِ الرَّمل، فِيهَا أنْهارٌ مُطَّرِدَة، فيَجْتَمِعُ فيهَا أهْلُ الْجنَّةِ، فيتَعَارفُونَ، فَيَبْعثُ اللهُ رِيحَ الرَّحْمَةِ، فتهيِّجُ عَلَيْهمْ رِيحَ الْمِسْكِ، فيَرْجع كل واحد إلى زَوْجَتهِ وقد ازْدادَ حُسْنًا وجمالًا … " وذكر الحديث (٤).

وروى الإمام أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص، عن النبي وقد تقدم-: " لو أن ما يُقلّ ظُفُرٌ مما في الجنة بدا، لتزخرف له ما بين خوافق السموات والأرض" (٥).

[ذكر الأمر بطلب الجنة وترغيب الله عباده فيها وأمرهم بالمبادرة إليها]

قالَ الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [يونس: ٢٥] وقال: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٣] وقال تعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الحديد: ٢١]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ [التوبة: ١١١]. وقال تعالى: ﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: ٢٥ - ٢٦].

وقدْ رَوَى البخاري وغيرهُ منْ حَديث سَعيد بن مِيناءَ، عَنْ جابر، أنَّ مَلائكةَ جَاؤوا إلى رسولِ الله ، وهُوَ نَائمٌ، فقالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ نَائمٌ، وقال بَعْضُهُمْ: إنَّ الْعَين نَائمةٌ والقَلْبَ يَقْظَانُ، فقالوا: اضربوا له مثلًا، فقالوا: مَثَلهُ كمَثَلِ رَجُلٍ بنى دارًا واتَّخَذَ فيها مأْدُبةً وبَعث دَاعيًا، فمنْ أجَابَ


(١) رواه ابن ماجه رقم (٤٣٣٢) وابن أبي داود في "البعث والنشور" رقم (٧١) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (١) وهو حديث ضعيف.
(٢) في الأصول: أبو بكر بن أبي شيبة، وهو خطأ.
(٣) في الأصول: عن عمر عن عطاء بن عرادة بن وراز، وهو خطأ.
(٤) رواه أبو بكر بن أبي الدنيا في"صفة الجنة" (٢٨) وإسناده ضعيف.
(٥) رواه أحمد في المسند (١/ ١٦٩) وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>