للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ثاني (١) عشر شوال دخل خضر (٢) الكردي شيخ السلطان الملك الظاهر وأصحابه إلى كنيسة اليهود فصلوا فيها وأزالوا ما فيها من شعائر اليهود، ومدّوا فيها سماطًا وعملوا سماعًا، وبقُوا على ذلك أيامًا، ثم أُعيدت إلى اليهود، ثم خرج السلطانُ إلى السواحل فافتتحَ بعضَها وأشرفَ على عكا وتأمَّلها ثم سار إلى الديار المصرية، وكان مقدار [ما] غرمه في هذه المدة وفي الغزوات قريبًا من ثمانمئة ألف دينار، وأخلفَها اللهُ عليه، وكان وصولُه إلى القاهرة يوم الخميس ثالثَ عشرَ ذي الحجة. وفي اليوم السابعَ عشرَ من وصوله أمسك على جماعةٍ من الأمراء منهم الحلبي (٣) وغيره بلغه أنهم أرادوا مسكه على الشقيف.

وفي اليوم السابع عشر من ذي الحجة أمر بإراقة الخمور من سائر بلاده وتهدَّد مَنْ يعصرها أو يعتصرها بالقتل، وأسقطَ ضمانَ ذلك، وكان ذلك بالقاهرة وحدها (كل يوم (٤) ضمانه) ألف دينار، ثم سارت البُرُدُ بذلك إلى الآفاق.

وفيها: قبض السلطان على العزيز بن المغيث صاحب الكرك، وعلى جماعة من أصحابه كانوا عزموا على سلطنته.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الملك تقي الدين عبّاس بن الملك العادل (٥) أبي بكر بن أيوب بن شاذي.

وهو آخر من بقي من أولاد العادل، وقد سمع الحديثَ من الكِنْدي وابن الحرستاني، وكان محترمًا عند الملوك لا يرفع عليه أحد في المجالس والمواكب، وكان لينَ الأخلاق حسنَ العشرة، لا تملّ مجالسته. توفي يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الآخرة بدرب الريحان، ودفن بتربته بسفح قاسيون.

قاضي القضاة شرف الدين أبو حفص (٦) عمر بن عبد الله بن صالح بن عيسى السُّبْكي (٧) المالكي.


(١) أ، ب: وفي حادي عشر.
(٢) ط: حصن الكردي، ب: الشيخ الكردي.
(٣) هو علم الدين سنجر الحلبي الكبير وغيره. والخبر في ذيل مرآة الزمان (٢/ ٤٥٣).
(٤) أ: كل شهر.
(٥) ترجمة - عباس بن الملك العادل - في ذيل مرآة الزمان (٢/ ٤٦٠) وتاريخ الإسلام (١٥/ ١٦٧) والوافي بالوفيات (٢/ ٢٣٦) والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٢٢) والدارس (٢/ ٦٦٨) وترويح القلوب (٦٠ و ٦٧).
(٦) ترجمة - شرف الدين السبكي - في ذيل مرآة الزمان (٢/ ٤٦١ - ٤٦٢) وتاريخ الإسلام (١٥/ ١٧٣).
(٧) قال اليونيني: والسبكي نسبة إلى سبك من أعمال الديار المصرية. وقال ياقوت: سُبْك بضم أوله وسكون ثانيه وآخره كاف. معجم البلدان (٣/ ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>