للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَحوشُها بيديه حتى دخلت الشِّعبَ، ودخل تميمٌ خلفَها، قال: فجعل عمر يقول: ليس من رأى كمن لم ير، قالها ثلاثًا (١).

حديث فيه كرامة لوليّ من هذه الأمة

وهي معدودةٌ من المعجزات، لأن كلَّ ما يثبتُ لوليِّ فهو معجزةٌ لنبيه.

قال الحسن بن عرفة: حدَّثنا عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي سَبرة النخعي، قال:

أقبلَ رجلٌ من اليمن فلما كان ببعض الطريق، نَفَقَ حمارُه، فقامَ فتوضأ ثم صلَّى ركعتين، ثم قال: اللهم إني جئتُ من الدثينه (٢) مُجاهدًا في سبيلك وابتغاء مرضاتِك، وأنا أشهدُ أنك تُحيي الموتى وتبعثُ مَن في القبور، لا تجعل لأحدٍ عليَّ اليومَ مِنة، أطلبُ إليك اليومَ أن تبعثَ حِمَاري، فقامَ الحِمَارُ ينفضُ أُذنيه (٣).

قال البيهقي: هذا إسناد صحيح، ومثلُ هذا يكون كرامة لصاحب الشريعة.

قال البيهقي: وكذلك رواه محمد بن يحيى الذهلي وغيره، عن محمد بن عُبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، وكأنه عند إسماعيل (٤) عنهما، واللّه أعلم.

طريق أخرى: قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب "من عاش بعد الموت ": حدَّثنا إسحاق بن إسماعيل وأحمدُ بن بُجَير وغيرهما، قالوا: حدَّثنا محمد بن عُبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي:

أن قومًا أقبلوا من اليمن مُتطوّعين في سبيل الله، فنفَقَ حِمَارُ رجل منهم، فأرادُوه أن ينطلقَ معهم فأبى فقامَ فتوضأ وصلَّى ثم قال: اللهم إني جئتُ من الدثينة مجاهدًا في سبيلك وابتغاء مَرضاتك، وإني أشهدُ أنك تُحيي الموتى وتبعثُ من في القبور، لا تجعل لأحدٍ عليٍّ مِنّة، فإني أطلبُ إليك أن تبعثَ لي حِماري، ثم قام إلى الحمار، فقامَ الحمارُ ينفضُ أذنيه فأسرَجَه وألجمَه، ثم ركبَه وأجراه، فلحقَ بأصحابه، فقالوا له: ما شأنُك؟ قال: شأني أن الله بعثَ حماري (٥).


(١) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٨٠) وقد نقله ابن كثير مختصرًا.
(٢) كذا في الأصل وفي المطبوع: الدفينة؛ وهي ناحية بين الجَنَد وعدن … وقال الزمخشري: الدثينة والدفينة منزل لبني سُليم. معجم البلدان (٢/ ٤٤٠).
(٣) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٤٨).
(٤) كذا في الأصل، وفي دلائل البيهقي: وكأنه سمعه منهما.
(٥) من عاش بعد الموت؛ لابن أبي الدنيا (ص ٦٨) ودلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٤٩).