للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتاب الجامع لأخبار الآنبيَاء المتقدمين

قال الله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ الآية [البقرة: ٢٥٣].

وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (١٦٣) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء: ١٦٣ - ١٦٥].

وقد روى ابن حِبّان في "صحيحه"، وابن مَردويه في " تفسيره"، وغيرهما من طريق إبراهيم بن هشام، عن يحيى بن محمد الغساني الشامي، وقد تكلَّموا فيه، حدثني أبي، عن جَدّي، عن أبي إدريس، عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله كم الأنبياء؟ قال: "مئة ألف وأربعة وعشرون ألفًا" قلت: يا رسول الله كم الرسل منهم؟ قال: "ثلاثمئة وثلاثة عشر، جم غفير" قلت: يا رسول الله مَن كان أوّلهم؟ قال: "آدم". قلت: يا رسول الله نبي مرسل؟ (١) قال: "نَعم خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، ثم سوّاه قبلًا" ثم قال: يا أبا ذر أربعة سريانيون: آدم وشيث ونوح وخنوخ، وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم. وأربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر. وأول نبي من بني إسرائيل موسى، وآخرهم عيسى، وأول النبيين آدم، وآخرهم نبيك".

وقد أورد هذا الحديث أبو الفرج بن الجوزي في "الموضوعات" (٢).

وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر فقال: حدّثنا محمد بن عوف، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا مُعان بن رفاعة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قلت: يا رسول الله كم الأنبياء؟ قال: "مئة ألف وأربعة وعشرون ألفًا، الرسل (٣) من ذلك ثلاثمئة وخمسة عشر جمًا غفيرًا".


(١) رواه ابن حبان رقم (٣٦١) وأحمد في المسند (٥/ ١٧٨ و ١٧٩) من حديث أبي ذر، وأحمد (٥/ ٢٦٦) من حديث أبي أمامة مطولًا، وهو ضعيف جدًا بطوله. ورواه مختصرًا ابن حبان (٦١٩٠) والطبراني في (الأوسط) رقم (٤٠٥) وهو صحيح في عدد الرسل، وكم كان بينه وبين نوح، وزيادة عدد الأنبياء، ضعيف، ولكن له متابعات، فهو حديث حسن بطرقه.
(٢) وليس كذلك، وقد رد عليه الحافظ ابن حجر في (تخريج الكشاف) (٤/ ١١٤).
(٣) ليست في ب.