للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبي هريرة، قالا: سُئِلَ رسولُ الله عَنْ هذه الآيَةِ: ﴿وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾ [الصف: ١٢] قال: " قَصْرٌ من لُؤلؤةٍ، في ذلك الْقَصْرِ سَبْعُونَ دَارًا منْ يَاقوتَةٍ حمراء، في كل دارٍ سبْعُونَ بَيْتًا منْ زُمُرّدةٍ خَضْراءَ، في كل بَيْتٍ سَبْعون سَريرًا، على كل سَريرٍ سبْعُونَ فِرَاشًا منْ كلِّ لوْنِ، على كل فِرَاشٍ زَوْجةٌ منَ الحُورِ الْعِينِ، في كلِّ بَيْت سبْعُونَ مائِدَة، على كل مائِدَةٍ سبْعُونَ لَوْنًا منَ الطّعَامِ، في كلِّ بَيْتٍ سبْعُونَ وصيفًا ووصيفَةً، ويُعْطَى المُؤْمنُ في كلِّ غَدَاةٍ منَ القُوَّة ما يَأتي على ذلك كُلَّه أجْمَعَ".

قُلْتُ: وهذا الْحَديثُ غَريبٌ، بلْ الأشْبَهُ أنّهُ مَوْضُوع، وإذا كانَ الخَبرُ ضَعيفًا لا يُمْكنُ اتصاله، فإن جَسْرًا هذا ضعيف جدًا، والله سبحانه أعلم (١).

وقال ابنُ وَهْبٍ: حدّثنا عَبْدُ الرحمن بنُ زَيْدِ بن أسْلَمَ، عنْ أبِيهِ قال: قال رسولُ الله : " إنَّهُ لَيُجاءُ للرَّجُلِ الوَاحِدِ بالْقَصْرِ منَ اللُّؤلؤةِ الْوَاحِدةِ، في ذلك القَصْرِ سبعُونَ غُرْفة، في كل غُرْفَةٍ زوْجةٌ منَ الحُورِ الْعِينِ، في كل غُرْفةٍ سبْعُونَ بابًا، يَدْخُلُ عَليْهِ منْ كل بَاب رَائحَة منْ رَائحَةِ الجَنَّةِ، سِوَى الرَّائحةِ التي تَدْخُلُ عَلَيْهِ منَ البَابِ الآخَر" ثمَّ تلا: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ (٢) [السجدة: ١٧].

وذكَر القرْطبي من طريق أبي هُدْبةَ، إبْرَاهيم بن هُدْبَة، وهُو ذُو نسْخةٍ مَكْذُوبةٍ، عن أنس بن مالك مَرْفوعًا: " إنَّ في الجَنَّةِ غُرفًا لَيسَ فيها مَعَاليق منْ فَوْقِها، ولا عِمادٌ منْ تَحْتِها " قيلَ: يا رسولَ اللهِ، وكَيْفَ يَدْخُلُها أهْلُهَا؟ قالَ: "يَدْخُلونَها أشْبَاهَ الطَّيْرِ" قِيلَ: يا رسول اللّهِ، لِمَنْ هيَ؟ قالَ: " لأهْلِ الأسْقَامِ، وَالأوْجاعِ، وَالْبَلْوى " (٣).

[ذكر الخيام في الجنة]

قال اللّهُ تعالى: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: ٧٢ و ٧٣].

وثبت في " الصحيحين " -واللفظُ لمسلم- من حديث أبي عِمْران الْجَوْنيّ، عن أبي بكر بن


(١) رواه البيهقي في " البعث والنشور " (٢٨١).
(٢) وهو مرسل ضعيف.
(٣) أبو هدبة إبراهيم بن هدبة، قال الحافظ في " يزان الاعتدال " (١/ ٧١): حدَّث ببغداد وغيرها بالأباطيل، وقد نظم السِّلَفيُّ أسماء الكذابين الوضاعين على رسول الِلّه فقال:
حديثُ ابنِ نُسْطورٍ ويُسْرِ وَيَغْنمٍ … وإفْكِ أشجَّ الغَرب ثم خِراشِ
ونُسْخةُ دينار ونُسخةُ تِرْبهِ … أبي هُدْبَةَ القَيْسىِّ شبْهُ فَراشِ
وزاد الوادي آشي بيتًا ثالثًا فقال:
رَتَنٌ ثامن والماردينيْ تاسعٌ … ربيعُ بن محمود وذلك فاشي

<<  <  ج: ص:  >  >>