للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وقد رواه الإمامُ أحمدُ عنِ الْحَسَنِ، عن ابْنِ لَهيعَةَ، حدّثني حُيَيّ بنُ عَبْدِ اللهِ المعافريُّ، … ، فدَّكَرَ بإسْنادِهِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أنَّهُ قالَ: فقالَ أبُو مُوسى الأشْعَريّ: لِمَنْ هيَ يا رسول الله؟ … فذكره، والله أعلم (١).

وَقَدْ وَرَدَ في بَعْضِ الأحَادِيثِ أن القَصْرَ يَكُونُ منْ لُؤلُؤةٍ وَاحِدةٍ، أبْوَابُهُ، وَمَصَارِيعُهُ، وسُقفُهُ (٢).

وفي حَديثٍ آخَر: أنَّ بَعْضَ سُقوف الجَنَّةِ نُورٌ يَتَلألأُ كَالْبَرْقِ اللامِع، لَوْلا أنَّ اللّهَ ثَبَّتَ أبْصَارَهُمْ لأوشَكَ أنْ يَخْطَفَها (٣).

وقال البَيْهقيّ: حدّثنا أبو الحُسَيْنِ بنُ بشْرَانَ، حدّثنا أبو عَمرو عُثمانُ ينُ أحمد المَعْرُوف بابن السَّمَّاك، حدّثنا عَبْدُ الرَّحمن بنُ مُحمد (٤) بن منصور، حدّثنا أبي، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمن بنُ عَبْد الْمُؤمنِ، سَمِعْتُ مُحمد بن وَاسِع يذكر، [عن الحسن]، عنْ جَابِر بن عَبْدِ الله قال: قال لنا رسولُ الله : "ألا أُحَدِّثُكم بِغُرَفِ الجنَّةِ؟ " قال: قُلْنا: بَلى يا رسول اللّهِ، بِأبِينا أنْتَ وَأُمِّنَا، قال: " إنَّ في الجَنَّةِ غُرَفًا منْ أصْنافِ الجَوْهرِ كُلِّهِ، يُرَى ظاهرُها منْ باطِنها، وبَاطِنها منْ ظاهِرِهَا، فيها منَ النَّعيمِ وَاللّذاتِ والشّرَفِ ما لا عَيْنٌ رَأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ " قال: قُلْتُ: يا رسول اللّهِ، وَلمنْ هَذِهِ الغُرَفُ؟ قال: " لِمَنْ أفْشَى السَّلامَ، وأطْعَمَ الطعَامَ، وأدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلّى باللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ " قال: قُلْنا: يا رسولَ الله، ومنْ يُطيقُ ذلك؟ قال: " أُمَّتي تُطيقُ ذلك، وَسأُخْبرُكُم عَنْ ذلك: منْ لَقيَ أخَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، أوْ رَدّ عَلَيْهِ، فَقَدْ أفْشَى السّلام، ومنْ أطْعَمَ أهْلَهُ وَعِيَالَهُ حتَّى يُشْبِعَهُمْ فَقَدْ أطْعَمَ الطَّعَامَ، ومنْ صَامَ رمَضان ومنْ كلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أيَّامٍ، فَقَدْ أدَامَ الصِّيامَ، ومنْ صَلّى العِشَاءَ الآخِرَةَ، وَصَلَّى الغَدَاةَ في جَماعَةٍ، فقدْ صَلّى باللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، اليهُودُ، وَالنَّصارى، والمَجُوسُ "، ثم قال البيْهَقيّ: وهَذا الإسْنادُ غَيْرُ قَويٍّ، إلَّا أنّهُ بالإسْنادَيْنِ الأوَّلَيْنِ يُقَوِّي بَعْضُهُ بَعْضًا. واللّه أعلم. قال: وقد رُوي بإسنادٍ آخَرَ عَنْ جَابرٍ (٥). ثم أورد من طريق عليّ بن حَرْب، عن حَفْص بن [عمر، عن] عَمْرو بن قَيْسٍ المُلائيِّ، عن عَطاء، عن ابن عباس مرفوعًا، بنحوه (٦).

وروى البَيْهقيُّ منْ حَديثِ جَسْر (٧) بن فَرْقَدٍ، عن الحَسَنِ البَصَريّ، عن عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ،


(١) رواه الطبراني في الكبير (١٣/ ١٠٣) وأحمد في المسند (٢/ ١٧٣) وهو حديث حسن.
(٢) روى بعضه: البخاري (٤٨٧٩) ومسلم (٢٨٣٨).
(٣) رواه ابن أبي شيبة (١٣/ ١٥٨٥١) وفي إسناده ضعف.
(٤) في الأصول: حدّثنا عبد الرحمن، أبو محمد، وهو خطأ.
(٥) رواه البيهقي في " البعث والنشور " (٢٧٩).
(٦) رواه البيهقي في " البعث والنشور " (٢٨٠).
(٧) في الأصل: جعفر، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>