للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثمان وأربعين وخمسمائة]

فيها: وقعت الحرب بين السلطان سنجر وبين الأتراك [ببلاد بلخ] (١)، فقتل الأتراك من جيشه خلقًا كثيرًا، بحيث صارت القتلى مثل التلال العظيمة (٢)، وأسروا السلطان سَنجر وقتلوا من كان معه من الأمراء صبرًا، ولما أحضروه [قاموا بين يديه] (٣) وقبَّلوا الأرض [بين يديه] (٤)، وقالوا: نحن عبيدك، وكانوا عدة من الأمراء الكبار (٥) من مماليكهم، فأقام عندهم شهرين، ثم جاؤوا معه (٦)، فدخلوا مرو، وهي كرسيّ مملكة خراسان، فسأله بعضهم أن يجعلها له إقطاعًا، فقال سنجر: هذا لا يمكن، هذه كرسيّ المملكة، فضحكوا منه، وأضرط به (٧) بعضهم، فنزل عن سرير المملكة. ودخل خانقاه، وصار فقيرًا من جملة أهلها، وتاب عن الملك، واستحوذ أولئك الأتراك على البلاد، فنهبوها، وتركوها قاعًا صفصفًا، وأفسدوا في الأرض فسادًا عريضًا، وأقاموا سليمان شاه ملكًا، فلم تطل أيامه (٨) حتى عزلوه، وولَّوا ابنَ أخت سَنجر الخاقان محمود بن محمد بن كوخان، وتفرّقت الأمور، واستحوذ كل إنسان منهم على ناحية من تلك الممالك، وصارت الدولة دولًا.

وفيها: كانت حروب كثيرة بين عبد المؤمن وبين العرب ببلاد المغرب.

وفيها: أخذت الفرنج مدينة عسقلان من السواحل (٩).

وفيها: خرج الخليفة إلى واسط في جحفل فأصلح شأنها، وعاد إلى بغداد.

وحج بالناس فيها قيماز الأرجواني.

وفيها: كانت وفاة الشاعرين القرينين الشهيرين المشبَّهَيْن في الزمان الأخير، بالفرزدق وجرير،


(١) ليس في ط.
(٢) آ: فقتلوا من خلقه جيشًا كثيرًا جدًا، بحيث بقيت القتلى مثل السلال العظيمة.
(٣) عن ط وحدها.
(٤) ط: له.
(٥) آ: الكرام.
(٦) ط: ثم أخذوه.
(٧) ط: وضرطوا به. آ، ب: وأضرط له، وكلاهما تصحيف. وأضرط به: عمل بفيه كالضراط، وهزئ به. (القاموس).
(٨) آ: مدته.
(٩) ط: ساحل غزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>