للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توزون (١) شهرًا، ثم أخذه القيام (٢)، فمات عندها، فأمرت خادمها أن يصلِّي عليه، فصلَّى، فامتلأتِ الدار رجالًا عليهم ثياب بيض، فدفنته عندها، ثم أوْصَتْ أن تُدْفنَ عنده. وكان عمره يوم مات ستًا وتسعين سنة، (٣).

يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلول (٤): أبو بكر الأزْرَق - لأنه كان أزرق العينين - التَّنوخي، الكاتب.

سمع جدَّه، والزبير بن بَكَّار، والحسن (٥) بن عَرَفة، وغيرهم، وكان خَشِنَ العيش كثير الصَّدقة؛ يقال: إنه تصدَّقَ بمئة ألف دينار، وكان أمَّارًا بالمعروف، نهاءً عن المنكر، روى عنه الدَّارقطني وغيرُه من الحُفاظ، وكان ثِقَةً عَدْلًا.

توفي في ذي الحجَّة من هذه السنة عن اثنتين وتسعين سنة.

ثم دخلت (٦) سنة ثلاثين وثلاثمئة

قال ابن الجَوْزي: في المحرَّم منها ظهر كوكب بذنبٍ، رأسُه إلى المغرب وذنبه إلى المشرق، وكان عظيمًا جدًّا، وذنبه منتشرٌ، وبقي ثلاثة عشر يومًا إلى أن اضمحل (٧).

قال: وفي نصف ربيع الأول بلغ الكُرُّ من الحِنْطة مئتي دينار وعشرة دنانير، ومن الشعير مئة وعشرين دينارًا، ثم بلغ الكر الحنطة ثلاثمئة وستة عشر دينارًا، وأكل الضُّعفاء المَيْتة، ودام الغلاء وكَثُرَ الموت،


(١) في النسخ الخطية و (ط): بوران، وهو تحريف، والمثبت من المنتظم (٦/ ٣٢٣) وهو أحد القواد الأتراك، خلع عليه المتقي للّه، وجعله أميرًا للأمراء، ودامت إمارته حتى وفاته سنة (٣٣٤ هـ)، وهو الذي سمل المتقي وخلعه، وبايع المستكفي، وأخباره مبثوثة في حوادث هذه السنين.
(٢) في المنتظم (٦/ ٣٢٣): قيام الدم.
(٣) هذه هي رواية ابن الجوزي في المنتظم، أما الذهبي فذكر في تاريخ الإسلام (٧/ ٥٧٣) والسير (١٥/ ٩٣) أنه عاش سبعًا وسبعين سنة.
(٤) أخبار الراضي والمتقي (٢١٣) تاريخ بغداد (١٤/ ٣٢١ - ٣٢٢) الأنساب (١/ ٢٠٠ - ٢٠١) المنتظم (٦/ ٣٢٥) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٢٨٩ - ٢٩٠) العبر (٢/ ٢١٩) مرآة الجنان (٢/ ٢٩٦) الجواهر المضية (٢/ ٢٣٤) شذرات الذهب (٢/ ٣٢٤).
(٥) في (ط): الحسين، وهو تحريف.
(٦) ما بين حاصرتين من (ط).
(٧) المنتظم (٦/ ٣٢٥ - ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>