للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر إحلال الرّضوان عليهم وذلك أفضل ما لديهم (١)

قال الله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ [محمد:١٥]، وقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة:٧٢].

وروى مالِكُ بنُ أنسٍ، عن زَيَدِ بنِ أسْلَمَ، عن عَطاء بنِ يَسارٍ، عنْ أبي سَعيدٍ، قال: قال رسولُ الله : "إنَّ اللهَ يَقُولُ لأهْلِ الجَنّةِ: يا أهْلَ الْجَنَّةِ، فيقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبّنا وَسَعْدَيْكَ، فيقُولُ: هَلْ رَضيْتم؟ فيقُولُونَ: وما لنَا لا نَرْضَى، وَقَدْ أعْطَيْتنا مَا لَمْ تُعْطِ أحدًا منْ خَلْقِكَ؟ فيقُولُ: أنا أُعْطِيكم أفْضَل منْ ذَلِكَ؟ فقالوا: يا رَبّنا وأيُّ شَيْءٍ أفْضلُ منْ ذَلِكَ؟ فقال: أُحِلُّ عَلَيْكم رِضْوَاني فلا أسْخَطُ عَلَيْكم بَعْدَهُ أبدًا". وأخرَجاهُ في "الصَّحيحين". منْ حديث مالك، به (٢).

وقال [أبو بكْرٍ] البَزَّارُ: حدّثنا سلمة بن شَبِيبٍ، وَالفَضْلُ بنُ يَعْقُوبَ، قالا: حدّثنا الفريابي، عن سُفْيَانَ، عن محمدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عن جابر، قال: قال رسولُ الله : "إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الْجَنَّة، قال اللهُ ﷿: ألا أُعْطِيكُمْ" قال: أحْسَبُهُ قال: "أفْضَلَ من ذلك؟ قالُوا: يا رَبَّنَا، هَلْ شَيْءٌ أفْضلُ ممَّا أعْطَيْتنا؟ قال: رِضْوَاني أكْبَرُ". وهذا الحديث على شرْطِ البُخاريّ، ولم يُخْرِجْهُ أحدٌ منْ أصْحابِ الكُتُبِ منْ هذا الوجه (٣).

ذكر نظر الرب تعالى إلى أهل الجنة وتَسْلِيمِه عَلَيْهم

قال الله تعالى: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾ [الأحزاب:٤٤]، وقال تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس:٥٨].

وقال أبو عَبْدِ اللهِ محمد بنُ يزيدَ بن مَاجَهْ في كتابِ السُّنَّةِ منْ "سُنَنِهِ": حدّثنا محمدُ بنُ عَبْدِ الْمَلِك بن أبي الشَّوَارِبِ، حدّثنا أبو عاصمٍ العَبَّادَانيُّ، حدّثنا الفَضْلُ الرَّقَاشيُّ، عن محمدِ بنِ الْمُنْكَدِرِ، عن جابرِ بن عَبْدِ اللهِ، قال: قال رسولُ الله : "بَيْنَا أهْلُ الْجَنَّةِ في نَعِيمهمْ، إذ سَطَع لَهُمْ


(١) في (آ): مما لديهم.
(٢) رواه البخاري رقم (٦٥٤٩) ومسلم (٢٨٢٩).
(٣) وأخرجه ابن حبان (٧٤٣٩) من طريق الفريابي عن سفيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>