للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هوَ مَجْلِسُهُ على مَنابر الدُّرِّ، والْيَاقُوتِ، والزِّبرْجَدِ، والذِّهَب، والزُّمُرُّدِ، فلمْ تَقرَّ أعيْنُهُمْ بشيءٍ، ولمْ يَسْمَعُوا شيئًا قَطُّ أعْظَمَ ولا أحْسَنَ مِنْهُ، ثمَّ يَنْصرفونَ إلى رِحَالِهمْ بأعْيُن قَريرةٍ، وأعيُنُهمْ إلى مِثْلِها منَ الغَدِ متطلعة.

وروى أبُو نُعيم، منْ حَديث شُبَّان بن جَسر بن فرقد السَّبَخي (١)، عن أبيه، عن الحسن، عنْ أبي بَرْزةَ الأسْلَميّ مَرْفُوعًا: "إنَّ أهلَ الْجَنَّة ليَغْدُونَ في حُلَّةٍ، ويَرُوحُونَ في حُلَّةٍ أخرى كَغُدُوِّ أحَدِكم وَرواحِه إلى مَلِكٍ منْ مُلوكِ الدُّنْيا، كذلكَ يَغْدُونَ وَيروحُونَ إلى ربِّهمْ ﷿، وذلك لَهُمْ بمَقادير ومَعالم يَعْلَمُونَ تلكَ السَّاعةَ الَّتي يأتُونَ فيها ربَّهُمْ ﷿ (٢).

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا داود بن عمر، حدثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير قال: لكل رجل من أهل الجنة سمَّاعتان يسمعانه من تقديس الله وتحميده وتكبيره بصوت لم يسمع الخلائق بمثله: نحن خيرات حسان، أزواج قوم كرام … وذكره كما تقدم.

وقال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن الحارث الخزَّاز، ثنا سيَّار بن حاتم، ثنا عبد الله بن عرادة الشيباني، عن القاسم بن المطلب العجلي، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: إن في الجنة حواريَّ يقرأن القرآن على شاطئ أنهار الجنة بالعربية، ينعم الله ﷿ بهن أهل الجنة من أمة محمد .

وذكر ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير أنه يُرفع عن أهل الجنة قراءة القرآن إلا ﴿طه﴾ و ﴿يس﴾.

[ذكر خيل الجنة]

قال التِّرمذيّ: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمنِ، حدّثنا عَاصم بن عَلِيٍّ، حدّثنا المسْعُودي، عنْ عَلْقمةَ بن مَرثَد (٣)، عن سُلَيْمان بن بُريدَةَ، عنْ أبِيهِ: أنَّ رَجُلًا سَأل النَّبيَّ ، فقال: يا رسولَ الله، هل في الجَنَّةِ منْ خَيْلٍ؟ فقال: "إنِ اللهُ أدْخَلَكَ الْجنةَ فلا تَشَاءُ أنْ تُحْملَ فيها على فَرسٍ من ياقُوتة حَمْراء تطير بك في الْجنَّةِ حَيْثُ شئْتَ" قالَ: وسألهُ رَجُلٌ فقال: يارَسُولَ الله، هلْ في الْجنَّةِ منْ إبلٍ؟ قال: فلم يقُلْ له مثل ما قال لصَاحِبهِ، قال: "إنْ يُدْخِلكَ اللهُ الْجنَّةَ، يكُنْ لكَ فيها ما اشتَهَتْ نَفْسُكَ، ولذَّتْ عَيْنُكَ". ثمَّ رواه عن سوَيْدٍ، عن ابن المُباركِ، عنْ سُفْيَان، عَنْ عَلْقمة، عنْ عبدِ الرحمن بن سابِطٍ، مُرْسلًا، قال: وهذا أصحَّ (٤).


(١) في الأصل: حسن بن فرقد السبخي، وهو خطأ. والصواب: جعفر بن جسر بن فرقد السَّبَخي الملقب شُبَّان.
(٢) رواه أبو نعيم في "صفة الجنة" (٣٩٤) وفي إسناده ضعف.
(٣) في الأصول: علقمة بن حريث، وهو خطأ.
(٤) رواه الترمذي (٢٥٤٣) وهو حديث ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>