للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه ما أوجب سجنه، ثم أمر بإعدامه وهلاكه (١) وكانت وفاته في هذه السنة، ودفن بزاويته سامحه اللّه، وقد كان السلطان يُحبُّه محبةً عظيمةً حتى إنه سمَّى بعض أولاده خضرًا موافقة لاسمه، وإليه تنسب القبة التي على الجبل غربي الربوة التي يقال لها قبة الشيخ خضر.

مصنف (٢) التعجيز العلامة تاج الدين عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن يونس بن محمد بن سعد بن مالك أبو القاسم الموصلي.

من بيت الفقه والرئاسة والتدريس، ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمئة، وسمع واشتغل وحصَّل وصنَّف واختصر "الوجيز" في كتابه "التعجيز" واختصر "المحصول"، وله طريقة في الخلاف أخذها عن ركن الدين الطاووسي (٣)، وكان جدّه عماد الدين بن يونس (٤) شيخ المذهب في وقته كما تقدم.

[ثم دخلت سنة اثنتين وسبعين وستمئة]

في صفر منها قدم الظاهر إلى دمشق وقد بلغه أن أبغا وصل بغداد فتصيَّد بتلك الناحية، فأرسل إلى العساكر المصرية أن يتأهبوا للحضور، واستعد السلطان لذلك.

وفي جمادى الآخرة أحضر ملك الكرج لبين يديه بدمشق، وكان قد جاء متنكرًا لزيارة بيت المقدس فظهر عليه فحمل إلى بين يديه فسجنه بالقلعة.

وفيها: كمل بناء جامع دير الطين ظاهر القاهرة، وصلي فيه الجمعة.

وفيها: سار السلطان إلى القاهرة فدخلها في سابع رجب.

وفي أواخر رمضان دخل الملك السعيد ابن الظاهر إلى دمشق في طائفة من الجيش، فأقام بها شهرًا ثم عاد.

وفي يوم عيد الفطر ختن السلطان ولده خضرًا الذي سمّاه باسم شيخه، وخَتَنَ معه جماعةً من أولاد الأمراء، وكان وقتًا هائلًا.

وفيها: فوض ملك التتار إلى علاء الدين صاحب الديوان ببغداد النظر في تستر وأعمالها، فسار إليها


(١) ط: وهلاكه، وما هنا عن أ، وليست اللفظة في ب.
(٢) ترجمة - تاج الدين الموصلي - في ذيل مرآة الزمان (٣/ ١٤ - ١٦) الإشارة (٣٦٥) والوافي (١٨/ ٣٩١) والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٤٠) وكشف الظنون (١/ ٤١٧) والشذرات (٧/ ٥٨٩).
(٣) العراقي بن محمد بن العراقي ركن الدين المعروف بالطاووسي. تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٦٠٠ هـ في الجزء السابق لهذا الجزء.
(٤) تقدمت ترجمة عماد الدين محمد بن يونس في وفيات سنة ٦٠٨ هـ من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>