للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصيفٍ وبُغَا ما (١) كان من رسومهما في الدواوين، وعزم على قتلهما، ثم استُرضي عنهما فرضي عنهما.

وفي رجب من هذه السنة خلع المعتزُّ أخاه إبراهيم الملقب بالمؤيد من ولاية العهد وحبَسَه، وأخاه أبا أحمد، بعدما ضرب المؤيدَ أربعين مِقْرَعةً.

ولمَّا كان يوم الجمعة سابعه خطب بخلْعه، وقرا (٢) كتابه على نفسه بذلك.

وكانت وفاته بعد ذلك بخمسة عشر يومًا، فقيل: إنه أدرجَ في لحاف سَمّور (٣)، وأمسِكَ طرفاه حتَّى مات غمًّا. وقيل: بل ضُرِب بحجارةٍ من ثَلْجٍ حتى ماتَ بَرْدًا، وبعد ذلك أُخرِج من السّجن ولا أثَرَ به، فأحضر القضاةُ والأعيان فأشهِدوا على موته من غير سببٍ وليس به أثر، ثم حُمِلَ على حمارٍ ومعه كفنُه إلى أُمِّه فدفنته.

[ذكر مقتل المستعين]

في شوَّال من هذه السنة كتب المعتزُّ إلى نائبه محمد بن عبد الله بن طاهر يأمره بتجهيز جيشٍ نحو المستعين، فجهز أحمد بن طولون التركيّ فوافاه، فأخرجه لستٍّ بقين من رمضان، فقدم به القاطولَ لثلاثٍ مضيْنَ من شوَّال، ثم قتل، فقيل: ضُرِبَ حتى مات، وقيل: بل غرق في دُجَيل، وقيل: بل ضُربت عنقه.

وقد ذكر ابنُ جرير (٤) أنَّه (٥) سأل من سعيد بن صالح التركيّ حين أراد قتله أن يمهلَه حتَّى يصلِّيَ ركعتين، فلمَّا كان في السّجدة الأخيرة قتلَهُ وهو ساجدٌ، ودفنَ جثته في مكانها، وعفّى أثره.

وحمَلَ رأسه إلى المعتزِّ، فدخَل به عليه وهو يلعب بالشطرنج، فقيل: هذا رأس المخلوع، فقال: ضعوه حتى أفرغَ من الدَّسْت (٦)، فلمَّا فَرَغَ نظر إليه وأمرَ بدفنه، ثم أطلق لسعيد بن صالح الذي قتله خمسين ألف درهم، وولاه معونة البصرة.

وفي هذه السنة مات إسماعيل بن يوسف العلويّ الذي فعل بمكّة ما فعل، وألحد في حرم الله ما ألْحَدَ، كما تقدم، فهلك في هذه السنة، ولم يُنظره ربُّه ﷿.


(١) في ب، ظا: ما كان في رسومهما، وفي الطبري: ومن كان في رسمهما من الدواوين.
(٢) في ب، ظا: وقرئ، وفي ط: وأمره أن يكتب كتابًا على نفسه بذلك.
(٣) في ب، ظا: في لحاف من سمّور.
(٤) الطبري (٩/ ٣٦٤).
(٥) في ب، ظا: أنَّ المستعين.
(٦) "الدّسْت": اللعبة، يقال: فلان حسن الدّست: شطرنجي ماهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>