للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكَمْ آيةٍ أبْدى النَّبيُّ محمدٌ … وكَمْ عَلَمٍ أبداهُ للشِّرْكِ حاطِمِ

تساوَى جميعُ النَّاسِ في نَصْرِ حَقِّهِ … فَلِلْكُلِّ في إعظامهِ حالُ خادمِ

فَعُرْبٌ وأحْبُوشٌ وفُرْسٌ وبَرْبرٌ … وكُرْديُّهم قد فازَ قِدْحُ المُرَاحِمِ

وقِبْطٌ وأَنباطٌ وخَزْرٌ ودَيْلمٌ … ورُومٌ رَمَوْكُمْ دونَهُ بالقَواصمِ

أبَوْا كُفْرَ أسْلافٍ لهمْ فتحنَّفوا … فآبوا بحظٍّ في السَّعادةِ جاثمِ

به دَخَلُوا في مِلَّةِ الحقِّ كُلُّهمْ … ودانُوا لأحكامِ الإله اللَّوازِمِ

به صَحَّ تفسيرُ المنامِ الذي أتى … به دانيالُ قَبْلهُ حتم حاتمِ

وسِنْدٌ وهِنْدٌ أسْلَمُوا وتديَّنوا … بدينِ الهُدى في رَفْضِ دِيْنِ الأعاجم

وشَقَّ لنا بَدْرَ السَّمواتِ آيةً … وأشْبَعَ منْ صاعٍ له كلَّ طاعِمِ

وسالَتْ عيونُ الماءِ في وَسْطِ كَفِّه … فَأرْوى به جيشًا كثيرَ الهماهمِ

وجاء بما تَقْضي العُقُولُ بصِدْقِهِ … ولا كَدَعاوٍ غيرِ ذاتِ قوائمِ

عليه سلامُ اللّهِ ما ذرَّ شارِقٌ … تعاقبَهُ ظلماءُ أسْحم قاتمِ

بَرَاهِيْنُهُ كالشَّمْسِ لا مِثْلُ قَوْلكُمْ … وتَخْلِيْطكُمْ في جَوْهرٍ وأقانِمِ

لنا كلُّ عِلْمٍ من قديمٍ ومُحْدثٍ … وأنتم حميرٌ دامياتُ المحازمِ

أتيتم بشِعْرٍ باردٍ متخاذلٍ … ضعيف معاني النَّظْمِ جَمّ البلاغمِ

فدونكها كالعِقْد فيهِ زمرُّدٌ … ودُرٌّ وياقوتٌ بإحكام حاكمِ (١)

[ثم دخلت سنة ست وخمسين وثلاثمئة]

استهلت والخليفة المطيع لله، والسلطان معز الدولة بن بويه الديلمي، وعملت الروافض في يوم عاشوراء عزاء الحسين [بن علي] على ما ابتدعوه من النوح.


(١) انظر القصيدة بتمامها في طبقات الشافعية للسبكي (٣/ ٢١٤ - ٢٢٢) وقد غمضت عليَّ بعض كلماتها، أرجو أن تسفر لي يومًا عن نفسها.

<<  <  ج: ص:  >  >>