للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس عن التصرُّف. ولم يحجّ أحد من العراق وخراسان لفساد البلاد والطرقات.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

قاضي القضاة، ابن أبي الشوارب (١) أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن العبّاس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، أبو الحسن القرشيُّ الأمويُّ.

قاضي قضاة بغداد بعد ابن الأكفاني بثنتي عشرة سنة، وكان عفيفًا نَزِهًا، وقد سمع الحديث من أبي عمرو الزاهد، وعبد الباقي بن قانع، إلا أنّه لم يحدّث. قاله ابن الجوزي.

وحكى الخطيب البغدادي عن شيخه أبي العلاء الواسطي: إنّ أبا الحسن هذا كان آخر من ولي الحكم ببغداد من سلالة محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وقد ولي الحكم من سلالته أربعة وعشرُون، منهم ثمانية قضاء القضاة ببغداد.

قال أبو العلاء: وما رأينا مثل أبي الحسن هذا جلالةً ونزاهةً، وصيانةً وشرفًا.

وقد ذكر القاضي الماوردي: أنَّه كان له صديقًا وصاحبًا، وأن رجلًا من خيار الناس أوصى له بمئتي دينار، فحملها إليه الماورديّ فأبى أن يقبلها، فجهد عليه كلّ الجهد فلم يفعل، وقال: أسألك اللَّه لا تذكر هذا لأحد ما دمتُ حيًّا، ففعل [الماوردي] فلم يخبر عنه إلا بعد موته [وكان ابن أبي الشوارب فقيرًا إليها وإلى ما هو دونها فلم يقبلها]، وتوفي في شوال من هذه السَّنة.

جعفر بن باي (٢) أبو مسلم الجيلي، سمع ابن بطّة، ودرس فقه الشافعي على الشيخ أبي حامد الإسفراييني، وكان ثقة ديّنًا فاضلًا، توفي في رمضان من هذه السنة.

عمر بن أحمد بن عَبْدويه (٣) أبو حازم الهُذَليّ النيسابوري.

سمع ابن نجيد والإسماعيلي وخلقًا، وسمع منه الخطيب وغيره، وكان الناس ينتفعون بإفادته وانتخابه، توفي يوم عيد الفطر منها.

علي بن أحمد بن [عمر بن] حفص (٤) أبو الحسن [المقرئ]، المعروف بالحَمَّامي.


(١) تاريخ بغداد (٥/ ٤٧)، المنتظم (٨/ ٢٥)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٣٥٩)، الوافي بالوفيات (٨/ ٣٥)، النجوم الزاهرة (٤/ ٢٦٤)، شذرات الذهب (٣/ ٢٠٦).
(٢) المنتظم (٨/ ٢٧)، وقد تحرف اسم أبيه إلى بابي. وتحرف في الأصل و (ط) إلى: أبان. توضيح المشتبه (١/ ٢٩٩). وكذلك تحرفت نسبته في المنتظم إلى: الختلي، وفي الأصل إلى: الحليّ.
(٣) المنتظم (٨/ ٢٧).
(٤) تاريخ بغداد (١١/ ٣٢٩)، المنتظم (٨/ ٢٨)، الكامل في التاريخ (٩/ ٣٥٦)، معرفة القراء الكبار (١/ ٣٠٢)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٠٢)، شذرات الذهب (٣/ ٢٠٨)، توضيح المشتبه (٣/ ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>