للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثلاثين وأربعمئة]

فيها التقى الملك مسعود بن محمود بن سُبُكْتِكين، والملك طُغْرُلْبَك السلجوقي ومعه أخوه داود في شعبان، فهزمهما مسعود وقتل من أصحابهما خلقًا كثيرًا.

وفي هذه السنة: خطب شبيب بن وَثّاب (١) للقائم بأمر اللَّه بحرّان والرقّة (٢)، وقطع خطبة المستنصر العبيدي.

وفيها: خوطب أبو منصور بن جلال الدولة بالملك العزيز، وهو مقيم بواسط، وهذا العزيز هو الذي كان آخر من تملّك من بني بويه ببغداد، لما طغوا وبغوا وتمرّدوا وتسمّوا بملك الأملاك -وهو اسم يبغضه اللَّه تعالى- سلبهم ما كان أنعم به عليهم، وجعل الملك إلى غيرهم، قال اللَّه تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ [الرعد: ١١].

وفيها: خلع الخليفة على فاضي القضاة [أبي] عبد اللَّه بن ماكولا خلعة تشريف.

وفيها: وقع ثلج عظيم ببغداد، مقدار شبر على الأسطحة حتى جرفه الناس عنها.

قال ابن الجوزي (٣): وفي جمادى الآخرة تملّك بنو سلجوق بلاد خراسان والجبل، وتقسّموا الأطراف، وهو أول ملك السّلجوقيّة.

ولم يحجّ أحد في هذه السنة من أهل العراق، وخراسان، ولا من [أهل] الشام، ولا مصر، إلا قليلًا.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (٤) أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مِهْران، الحافظ الكبير، ذو التصانيف الكثيرة الشهيرة، من ذلك: "حلية الأولياء" في مجلدات كثيرة دلّت على اتساع روايته، وكثرة مشايخه، وقوّة اطّلاعه على مخارج الأحاديث، وتشعّب طرقها. وله: "معجم


(١) تحرفت في (ط) إلى: شبيب بن ريان.
(٢) في (ط): والرحبة، وفي (ب): الرقعة، وكلاهما خطأ.
(٣) المنتظم (٨/ ٩٢).
(٤) المنتظم (٨/ ١٠٠)، الكامل في التاريخ (٩/ ٤٦٦)، وفيات الأعيان (١/ ٩١)، تاريخ الإسلام (٩/ ٤٦٨)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٥٣)، الوافي بالوفيات (٧/ ٨١)، طبقات السبكي (٤/ ١٨)، النجوم الزاهرة (٥/ ٣٠)، شذرات الذهب (٣/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>