للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن محمد البِرْزالي، مؤرّخ دمشق الذي ذَيّل على الشيخ شهاب الدين أبي شامة (١)، وقد ذيلتُ أنا على تاريخه بعون الله تعالى [وقدرته].

[ثم دخلت سنة سبع وثلاثين وستمئة]

استُهِلَّتْ هذه السنة وسلطانُ دمشق نجمُ الدّين الصالح أيوب بن الكامل مُخَيِّمٌ عند نابلس، يستدعي عَمَّه الصالح إِسماعيل ليسير إِلى الديار المصرية، بسبب أخذها من صاحبها العادل بن الكامل، وقد أرسل الصالح إِسماعيل ولدَه وابن يَغْمور (٢) إِلى صحبة الصالح أيوب [بنابلس]، فهما يُنْفقان الأموالَ في الأمراء ويحلفانهم على الصالح (٣) أيوب للصالح إِسماعيل، فلما تمَّ الأمرُ وتمكَّن الصالحُ إِسماعيل من مراده أرسل إِلى الصالح أيوب يطلب منه ولده ليكون عوضه / ببعلبك/، ويسير هو إِلى خدمته، فأرسله إِليه وهو لا يشعر (٤) بشيء مما وقع، وكلُّ ذلك عن ترتيب أبي الحسن غزال (٥) المُتَطَبِّب وزير الصالح - وهو الأمين واقف أمينية بعلبك (٦)؛ فلما كان يوم الثلاثاء السابع والعشرين من صفر هجم (٧) الملك الصالح إِسماعيل وفي صحبته أسدُ الدين شيركوه صاحبُ حمص إِلى دمشق، فدخلاها بغتةً من باب الفراديس، فنزل الصالحُ إِسماعيلُ بداره من درب الشعارين (٨)، ونزل صاحب حمص بداره، وجاء نجم الدين بن سَلَّام (٩) فَهَنَّأ الصالح إِسماعيل ورقص بين يديه وهو يقول: إِلى بيتك جئت. وأصبحوا فحاصروا القلعةَ وبها المغيثُ عمرُ بن الصالح نجم الدين، ونَقَبوا القلعة من ناحية باب الفَرَج، وهتكوا حرمتها ودخلوها وتسلموها واعتقلوا المغيث في برجٍ هنالك.

قال أبو شامة (١٠): واحترقت دار الحديث وما هنالك من الحوانيت والدور حول القلعة.


(١) سماه: "المقتفي لتاريخ أبي شامة" ابتدأ به من عام مولده سنة ٦٦٥ هـ ووصل إِلى سنة ٧٣٨ هـ، وقد درسه صديقنا الفاضل الدكتور معن سعدون العيفان فنال به رتبة الماجستير، ثم حقق مجلدًا منه فنال به رتبة الدكتوراه (بشار).
(٢) سترد أخبار ابن يغمور في سنة ٦٤٨.
(٣) أ، ب: بن الصالح إِسماعيل.
(٤) أ، ب: لا يستقر الصالح أيوب.
(٥) سترد ترجمة غزال المتطبب في وفيات سنة ٦٤٨ هـ.
(٦) أ، ب: الأمينية ببعلبك.
(٧) ب: هجم الأمين.
(٨) داخل باب الجابية. الدارس (٢/ ٧).
(٩) ط: ابن سلامة؛ تحريف. وهو نجم الدين الحسن بن سالم بن سَلّام الكاتب. كان ذا أموال وحشمة. توفي سنة ٦٤٢ هـ. سير أعلام النبلاء (٢٣/ ١١١ - ١١٢).
(١٠) ذيل الروضتين (١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>