للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو العتاهية يرثي حُميدًا هذا (١):

أبا غانِم أمَّا ذراكَ فَواسِعٌ … وَقَبْرُكَ مَعْمُورُ الْجَوَانِبِ مُحْكَمُ

وما يَنْفَعُ المَقْبُورَ عُمْرانُ قَبْرِهِ … إذا كانَ فيهِ جِسْمُهُ يَتَهَدَّمُ

وقد أورد ابنُ خلكان (٢) لِعَكَوَّك هذا أشعارًا جيدة تركناها اختصارًا.

[ثم دخلت سنة أربع عشرة ومئتين]

في يوم السبت لخمسٍ بفين من ربيع الأول منها التقى محمد بن حُمَيد وبابَك الخُرّمي، لعنه اللَّه، فقَتَلَ الخُرَّمِيُّ خلقًا كثيرًا من جيشه، وقتلَه أيضًا، وانهزم بقيَّةُ أصحاب ابنِ حُمَيْد، فإنَّا للَّه وإنا إليه راجعون. فبعث المأمون إسحاق بنَ إبراهيمَ ويحيى بن أكثم إلى عبد اللَّه بن طاهر، يخيّرانه بين خراسان، ونيابة الجبال وأذربيجان وأرمينية؛ لمحاربة (٣) بابك الخُرّمي، فاختار الإقامة بخراسان، لكثرة احتياجها إلى الضبط، وللخوف من ظهور الخوارج بها.

وفيها دخل أبو إسحاق بن الرشيد الدِّيارَ المصرية، فافتتحها، واستعادها إلى السمع والطاعة، وظفر بعبد السلام، وبابن جليس فقتلهما.

وفيها: خرج رجلٌ يقال له: بلال الضَّبابيّ الشّاري، فبعث إليه المأمون ابنَه العبَّاسَ في جماعةٍ من الأمراء، فقتلوا بلالًا وعادوا سالمين.

وفيها: ولَّى المأمون عليَّ بن هشام الجَبَل، وقُمَّ، وأصبهان، وأذربيجان.

وفيها: حجَّ بالناس إسحاق بن العباس بن محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عباس.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أحمدُ بن خالد الوَهْبيُّ (٤).

وأحمد بن يوسف بن القاسم بن صَبيح (٥): أبو جعفر الكاتب، وَلي ديوان الرسائل للمأمون.


(١) ديوانه (ص ٦٣٥)، ووفيات الأعيان (٣/ ٣٥٤).
(٢) وفيات الأعيان (٣/ ٣٥٠ - ٣٥٤).
(٣) في ط والطبري: ومحاربة بابك.
(٤) هو أحمد بن خالد بن موسى، الوَهْبي، الكِنْديّ، ويقال له: الذهبي أيضًا، أبو سعيد. صدوق. رَاوي المغازي عن ابن إسحاق، وكان مكثرًا، حسن الحديث. العبر (١/ ٢٨٨)، وتهذيب الكمال (١/ ٢٩٩).
(٥) ترجمته في تاريخ بغداد (٥/ ٢١٦)، ومعجم الأدباء (٥/ ١٦١)، والنجوم الزاهرة (٢/ ٢٠٦)، وتاريخ ابن عساكر =

<<  <  ج: ص:  >  >>