للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ملكها من يد الصالح أيوب خديعة ومكرًا، فاستمر فيها أزيد من أربع سنين، ثم استعادها منه الصالح أيوب عام الخوارزمية سنة ثلاث وأربعين، واستقرت بيده بلدتا (١) بعلبك وبصرى، ثم أُخذتا منه كما ذكرنا، ولم يَبْقَ له بلدٌ يأوي إِليه، فلجأ إِلى المملكة الحلبية في جوار الناصر يوسف صاحبها (٢)، فلما كان في هذه السنة ما (٣) ذكرنا عُدِمَ بالديار المصرية في المعركة فلا يُدْرى ما فُعل به والله تعالى أعلم. وهو واقف التربة والمدرسة ودار الحديث والإقراء بدمشق بكرمه.

وممن توفي في هذه السنة (٤) من الأعيان والمشاهير:

الملك المعظم (٥) توران شاه بن الصالح أيوب بن الكامل ابن العادل.

كان أولًا صاحب حصن كيفا في حياة أبيه، وكان أبوه يستدعيه [إِليه] في أيامه فلا يجيبه، فلما توفي أبوه كما ذكرنا استدعاه الأمراء فأجابهم وجاء إِليهم فملَّكوه عليهم، ثم قتلوه كما ذكرنا، وذلك يوم الإثنين السابع والعشرين من المحرم، وقد قيل إِنه كان متخلِّفًا لا يصلح للملك، وقد رئي أبوه في المنام بعد قتل ابنه وهو يقول: [من مجزوء الرمل]

قَتَلُوهُ شَرَّ قِتْلَهْ … صَارَ للعالَمِ مُثْلَهْ

لَمْ يُراعُوا فيه إِلَّا … لا ولا مَنْ كانَ قَبْلَهْ

سَتَراهم عَنْ قَريبٍ … لأقلِّ الناسِ أُكْلَهْ

فكان كما ذكرنا (٦) من اقتتال المصريين والشاميين. وممن عدم فيما بين الصفين من أعيان الأمراء والمسلمين، فمنهم الشمس لؤلؤ مُدَبِّر مماليك الحلبيين، وكان من خيار عباد الله الصالحين الآمرين بالمعروف وعن المنكر ناهين (٧)

وفيها: كانت وفاة [واقفة الحافظية]


(١) أ: بلدا، وفي ط: بلداه.
(٢) أ، ب: صاحب حلب.
(٣) أ، ب: كما ذكرنا.
(٤) أ، ب: وممن توفي فيها من.
(٥) ترجمة المعظم في ذيل الروضتين (٣٨٥) وتاريخ ابن العبري (٢٦٠) والمختصر في أخبار البشر (٣/ ١٨١) وتاريخ الإسلام (١٤/ ٥٩٦) وسير أعلام النبلاء (٢٣/ ١٩٣ - ١٩٦) والعبر (٥/ ١٩٩ - ٢٠٠) والوافي بالوفيات (١٠/ ٤٤١ - ٤٤٣) وفوات الوفيات (١/ ٢٦٣ - ٢٦٥) وطبقات السبكي (٨/ ١٣٤ - ١٣٦) والنجوم الزاهرة (٦/ ٣٦٤ - ٣٧٢) وحسن المحاضرة (٢/ ٣٥ - ٣٦) وشذرات الذهب (٧/ ٤١٧ - ٤١٨).
(٦) أ: وكان ما ذكرنا، ب: فكان ما ذكرنا.
(٧) أ، ب: والناهين عن المنكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>