للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على اللَّه أنْ يُدْخله الجنَّة، وإن وقصتْه دابَّتُه كان حقًّا على اللَّه أن يُدْخله الجنَّة" (١).

وقال الإمام أحمد: حدَّثنا وكيع، حدَّثنا عبادة بن مسلم الفزاري، حدَّثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، سمعتُ عبد اللَّه بن عمر، يقول: لم يكن رسول اللَّه يدعُ هذه الدعوات حين يُصبحُ وحينَ يُمسي: "اللهم إني أسألُك العافية في الدنيا والآخرة، اللَّهمَّ إني أسألكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللَّهُمَّ استرْ عَوْراتي وآمنْ رَوْعاتي، اللَّهُمَّ احفظْني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شِمالي ومنْ فَوْقي، وأعوذُ بعظمتك أنْ أُغتالَ منْ تحتي" (٢). قال وكيع: يعني الخسف.

ورواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم (٣): من حديث عبادة بن مسلم، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

* * *

باب ما وردَ في خلق آدمَ

قال اللَّه تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٠) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣١) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢) قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤) وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (٣٥) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٣٦) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: ٣٠ - ٣٩].

وقال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: ٥٩].


(١) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٤٨٣).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٢٥).
(٣) أخرجه أبو داود (٥٠٧٤) في الأدب، وابن ماجه (٣٨٧١) في الدعاء، والنسائي (٨/ ٢٨٢) في الاستعاذة، و (٥٦٦) في عمل اليوم والليلة، وابن حبان في صحيحه (٩٦١) الإحسان، والحاكم في المستدرك (١/ ٥١٧ و ٥١٨) وصححه وهو كما قال.