للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدَّث عن عليّ بن المديني، وحكى عن بشر الحافي. وعنه أبو عمرو بن السماك.

عبَيْد الله بن سليمان بن وَهْب (١)، وزير المعتضد، كان حظيًّا عنده، وقد عز عليه وفاته، وتألَّم لفقده، وأهمَّه من يجعله من بعده، فعقد لولده القاسم بن عُبَيد الله الوزارة من بعد أبيه؛ جبرًا لمصابه به.

وأبو القاسم، عثمان بن سعيد بن بشَّار، المعروف بالأنْماطي، أحد كبار الشَّافعيَّة؛ وقد ذكرناه في طبقاتهم (٢).

هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى، أبو موسى الهاشمي، إمام الناس في الحجّ. سمع وحدَّث، وتوفي بمصر في رمضان من هذه السنة (٣).

[ثم دخلت سنة تسع وثمانين ومئتين]

فيها عاثت القرامطة بسَواد الكوفة، فظفر بعض العمّال بطائفة منهم، فبعث برئيسهم إلى المعتضد، وكان يقال له: أبو الفوارس (٤)، فنال من العبَّاس بين يدي الخليفة، فأمر به، فقُلِعَتْ أضراسُه، وخُلِعَتْ يداه، ثم قُطعتا مع رجليه، ثم قتل وصلب ببغداد، واشتهر أمره.

وفيها: قصدت القرامطة دمشقَ في جحفل عظيم؛ فقاتلهم نائبها طغج بن جُفّ من جهة هارون بن خُمَارَوَيْه، فهزموه مراتٍ متعددة، وتفاقم الحال بهم، وكان ذلك بسفارة يحيى بن زَكروَيْه بن مَهروَيْه، الذي ادَّعى عند القرامطة أنَّه محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وقد كذب في ذلك. وزعم لهم أنَّه قد اتبعه على أمره مئة ألف، وأنَّ ناقته مأمورة، حيثما توجَّهَتْ به نُصِرَ على أهل تلك الناحية. فراج ذلك عندهم، ولقَّبوه الشيخ، واتبعه طائفة من بني الأصبغ، وسُمُّوا بالفاطميين.

وقد بعث الخليفة إليهم جيشًا كثيفًا فهزموه، ثم اجتازوا بالرُّصافة، فأحرقوا جامعها، لم يجتازوا بقرية إلَّا انتهبوها، ولم يزل ذلك دأبهم حتى وصلوا إلى دمشقَ، فقاتلهم نائبها فهزموه مراتٍ، وقتلوا من أهلها خلقًا كثيرًا، وانتهبوا من أموالها شيئًا كثيرًا (٥)؛ فإنا للّه وإنا إليه راجعون.


(١) الكامل لابن الأثير (٧/ ٥١٠)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٩٧).
(٢) وذكر الذهبي في السير عن أبي إسحاق قوله: إنه كان السبب في نشاط الناس ببغداد لكتب فقه الشافعي وتحفُّظه.
سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٢٩)، طبقات الشافعية للسبكي (٢/ ٣٠١).
(٣) المنتظم (٦/ ٣٠)، وأضاف: وكان ثقة عدلًا، .
(٤) في الطبري: ابن أبي الفوارس.
(٥) الكامل لابن الأثير (٧/ ٥١١ - ٥١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>