للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: باشر الشرف حسن (١) بن الشيخ أبي عمر قضاء الحنابلة عوضًا عن ابن عمه نجم الدين بن شيخ الجبل، عن مرسوم الملك المنصور قبل وفاته (٢).

وحجَّ بالناس في هذه السنة من الشام الأمير بدر الدين بَكْتُوت الدوباسي (٣)، وحجّ قاضي القضاة شهاب الدين بن الخُوَيّي (٤)، وشمس الدين بن السَّلْعُوس (٥) ومُقَدَّم الرَّكْبِ الأمير عتبة، فتوهم منه أبو نُمَي، وكان بينهما عداوة، فأغلق أبوابَ مكةَ ومنع الناس من دخولها فأَحرق البابَ وقتلَ جماعةً ونهب بعض الأماكن، وجرت خطوبٌ فظيعةٌ، ثم أرسلوا القاضي ابن الخُوَيَّي ليصلح بين الفريقين، ولما استقر عند أبي نُمي رحل الركوب وبقي هو في الحرم وحده وأرسل معه أبو نُمي من ألحقه بهم سالمًا مُعَظَّمًا. وجاء الخبر بموت المنصور إلى الناس وهم بعرفات وهذا شيء عجيب. وجاء كتاب يستحثّ الوزير ابن السَّلْعُوس في المسير إلى الديار المصرية، وبين الأسطر بخط الملك الأشرف: يا شقير يا وجه الخير احضر لتستلم الوزارة. فساق إلى القاهرة فوصلها يوم الثلاثاء عاشر المحرم، فتسلَّم الوزارة كما قال السلطان.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

السلطان الملك المنصور قلاوون (٦) بن عبد الله التركي الصالحي الألفي.

اشتراه الملك الصالح نجم الدين أيوب بن (الملك) الكامل محمد بن العادل (أبي بكر بن أيوب)، بألف (٧) دينار، وكان من أكابر الأمراء عنده وبعده، ولما تزوَّج (الملك) السعيد بن الظاهر بابنته غازية خاتون، عظم شأنه جدًّا (عند الظاهر)، وما زال يترفَّع في الدولة حتى صار أتابك سُلامق (بن الظاهر)، ثم رفعه من البين واستقلّ بالملك في [سنة ثمان وسبعين وكسر التتار على حمص سنة ثمانين فأحبّه الناس، وفتح المرقب] سنة أربعٍ وثمانين، وفتح طرابلس سنة ثمانٍ وثمانين، وعزم على فتح عكا وبرز إليها فعاجلته المنية في السادس والعشرين من ذي القعدة، ودُفن بتربته بمدرسته الهائلة التي أنشأها بين القصرين، التي ليس بديار مصر ولا بالشام مثلها، وفيها دار حديث ومارستان، وعليها أوقاف (دارَّة


(١) أ - ط. حسين بن أحمد؛ وهو خطأ. وسترد ترجمته في وفيات هذه السنة.
(٢) ب: بمرسوم المنصور قبل أن يموت.
(٣) أ - ب: الروباسي. وسترد ترجمته في وفيات سنة ٦٩٤.
(٤) ترجمة ابن الخوي في وفيات سنة ٦٩٣.
(٥) ترجمة ابن السلعوس في وفيات سنة ٦٩٣.
(٦) ترجمة - الملك المنصور قلاوون - في مختصر أبي الفداء (٤/ ٢٣ - ٢٤) وتاريخ الإسلام (١٥/ ٦٤٠) والإعلام بوفيات الأعلام (٢٨٨) والعبر (٥/ ٣٦٣) وفوات الوفيات (٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤) والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٩٢ - ٢٩٥) والدليل الشافي (١/ ٥٤٨) وشذرات الذهب (٧/ ٧١٥).
(٧) ذ ط: "ألفي" خطأ، وما هنا من ب، وهو الذي بخط الذهبي في تاريخ الإسلام (بشار).

<<  <  ج: ص:  >  >>