عانة، ثم إلى هيت، ثم إلى الكوفة، ثم تخرجُ إلى فضاء العراق، وتصبُّ في مصالح كبار، أي بحيرات وترد إليها، ويخرج منها أنهار كبار معروفة.
وأما سَيحان: ويُقال له: سَيْحون أيضًا، فأوَّلُه من بلاد الروم، ويجري من الشمال والغرب إلى الجنوب والشرق، وهو غربيّ مجرى جيحان، ودونَه في القدْر، وهو ببلاد الأرمن التي تُعرف اليوم ببلاد سِيس، وقد كانت في أول الدولة الإسلامية، فلما تغلَّب الفاطميون (١) على الديار المصرية، وملكوا الشام وأعمالَها عجزوا عن صَوْنها عن الأعداء، فتغلب أليقفور الأرمني على هذه البلاد، أعني بلادَ سيس في حدود الثلاثمئة، وإلى يومنا هذا -واللَّه المسؤول عودُها إلينا بحوله وقوته- ثم يجتمعُ سَيحان وجَيحان عند أذنةَ، فيصيران نهرًا واحدًا، ثم يَصُبَّان في بحر الروم بين إياسَ وطرَسوس.
وأما جيحان: ويُقال له: جيحون أيضًا، وتسمية العامة جاهان. وأصلُه في بلاد الروم، ويسير في بلاد سِيس من الشمال إلى الجنوب، وهو يُقارب الفرات في القدر، ثم يجتمعُ هو وسيحان عند أذنَة فيصيران نهرًا واحدًا. ثم يَصُبَّان في البحر عند إياسَ وطرَسوس، واللَّه أعلم.