للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأمر المَوْصِل وناصر الدولة بن حمدان، فلما توطأت الأمور وعاد إلى بغداد، اختفى المبرقع، وذهب في البلاد فلم يفتح له أمر بعد ذلك.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

بكَّار بن أحمد (١) بن بكَّار بن بُنان بن بَكَّار بن زياد بن درستويه: أبو عيسى (٢)، المقرئ.

روى الحديث عن عبد الله بن أحمد، وعنه أبو الحسن الحمَّامي، وكان ثقة، أقرأ القرآن أكثر من ستين سنة ، وكانت وفاته في ربيع الأول من هذه السنة وقد جاوز السبعين وقارب الثمانين (٣)، ودفن بمقبرة الخيزران عند قبر أبي حنيفة، .

أبو إسحاق الهُجَيمي (٤): ولد في سنة خمسين ومئتين، وسمع الحديث، فكان إذا سئل أن يحدِّث يقسم لا يحدث حتى يجاوز المئة. فأبَرَّ اللّه قسمه، وجاوزها، فأسمع. وكانت وفاته في هذه السنة عن مئة وثلاث سنين، .

[ثم دخلت سنة أربع وخمسين وثلاثمئة]

في عاشر المُحَرَّم عملت الشيعة المأتم على ما تقدم في السنتين الأولتين؛ غلقت الأسواق وعلَّقت المسوح، وخرجت النساء سافرات ناشرات، ينحن ويلطمن وجوههن في الأزقة والأسواق، وهذا تكلُّفٌ لا حاجة إليه في الدين ولا في الدنيا، ولو كان هذا أثرًا محمودًا لكان صَدْرُ هذه الأمة وخيرتها أولى به، إذ لو كان خيرًا لسبقونا إليه، وأهل السنة يقتدون ولا يبتدون.

وتسلطت السُّنَّة على الروافض، فكبسوا مسجد يراثا الذي هو عش الرَّوافض، وقتلوا بعض من كان فيه من القومة.

وفيها في رجب منها جاء ملك الرُّوم بجيوشٍ كثيفة إلى المَصِّيصة، ففتحها قَسْرًا، وقَتَلَ من أهلها خَلْقًا، واستاق بقيتهم معه أسارى، وكانوا قريبًا من مئتي ألف إنسان، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وجاء إلى طَرَسُوس، فسأل أهلها منه الأمان فأمنهم، وأمرهم بالجلاء عنها والانتقال منها، فاتخذ الجامع اصطبلًا لخيوله، وحرَّق المنبر ونقل قناديله إلى كنائس بلده، وتنصَّر بعض أهلها معه لعنه اللّه، وكان أهل


(١) تاريخ بغداد (٧/ ١٣٤ - ١٣٥) معرفة القراء (١/ ٣٠٦) غاية النهاية (١/ ١٧٧).
(٢) في (ح) و (ب) و (ط): ابن عيسى، والمثبت من تاريخ بغداد (٧/ ١٣٤) وهو ما عليه المصادر كلها.
(٣) ولد سنة (٢٧٥ هـ)، انظر تاريخ بغداد (٧/ ١٣٤).
(٤) المنتظم (٧/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>