للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الحسين بن أحمد بن جعفر بن عبد اللَّه (١): المعروف بابن البغدادي، سمع الحديث، وكان زاهدًا عابدًا كثير المجاهدة لا ينام إلا عن غَلَبةٍ، وكان لا يدخل الحمّام، ولا يغسل ثيابه إلا بالماء وحده، .

الحسين بن عثمان بن علي (٢) أبو عبد اللَّه، المقرئ الضرير المُجَاهدِي، قرأ على ابن مجاهد القرآن وهو صغير، وكان آخر من بقي من أصحابه، كانت وفاته في جمادى الأولى من هذه السنة وقد جاوز المئة، ودفن في مقابر الرزازين (٣).

علي بن سعيد الإصْطَخْريّ (٤) أحد شيوخ المعتزلة، صنف للقادر باللَّه "الردّ على الباطنية" فأجرى عليه جراية سنيّة، وكان يسكن درب رباح. كانت وفاته في شوال وقد جاوز الثمانين.

[ثم دخلت سنة خمس وأربعمئة]

فيها: منع الحاكم صاحب مصر النِّساء من الخروج من المنازل، أو أن يطَّلعن من الأسطحة أو من الطاقات، ومنع الخفّافين من عمل الأخفاف لهن، ومن الخروج إلى الحمامات، وقتل خلقًا من النساء على مخالفته في ذلك. وهدم بعض الحمامات عليهنّ، وجهز عجائزَ كثيراتٍ يطفْن في البيوت، يستَعْلِمْن أحوال النساء، مَنْ منهنّ تعشق أو تُعشق، بأسمائهن، وأسماء من يتعرّض لهن [فمن وجد منهن كذلك أطفأها وأهلكها]، وأكثر من الدوران بنفسه في الليل والنهار بالبلد [في طلب ذلك]، وغرّق خلقًا ممن يطلع على فسقهم من الرجال والنساء [والصبيان]، فضاق النطاق على النساء والفسّاق، ولم يتمكن أحد أن يصل إلى أحد إلا نادرًا، حتى إنّ امرأة [كانت عاشقة لرجل عشقًا قويًا، كادت أن تهلك بسببه لمّا حيل بينها وبينه] نادت قاضي القضاة بالديار المصرية وهو مالك بن سعيد الفارقي، وحلّفته بحق الحاكم لما وقف لها، فاستمع كلامها [فرحمها] فوقف لها، فبكت بكاءً شديدًا [مكرًا وحيلة وخداعًا] وقالت [له: أيها القاضي] إنَّ لي أخًا ليس لي غيره وهو في السياق، وأنا أسألك [بحقّ الحاكم عليك] لما أوصلتني إليه لأنظره قبل الموت [وأجرك على اللَّه]، فرقَّ لها القاضي رقّةً


(١) المنتظم (٧/ ٢٦٧).
(٢) تاريخ بغداد (٨/ ٨٤)، المنتظم (٧/ ٢٦٨)، معرفة القراء الكبار (١/ ٣٦٠).
(٣) في (ط): الزرادين، وفي تاريخ بغداد والمنتظم: دفن في مقابر باب الفراديس. قال بشار: الذي ذكر وفاته في هذه السنة هو أبو علي الأهوازي المقرئ المشهور المتوفى سنة ٤٤٦ أما الكتاني فقد ذكر وفاته في سنة ٤٠٠، لذلك ترجمه الذهبي في تاريخه مرتين (٨/ ٨١٣ و ٩/ ٧٣) وينظر تاريخ دمشق ١٤/ ١٠٢ - ١٠٣.
(٤) المنتظم (٧/ ٢٦٨)، الكامل في التاريخ (٩/ ٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>