للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيرة الرسول ومعجزاته، وتاريخ المسلمين بعد وفاة الرسول ، وحوادثه مرتبة حسب السنين، ونهايته إلى سنة ٧٧٤ هـ كما نص عليه غير واحد من العلماء، والموجود منه إلى حوادث سنة ٧٦٨ هـ. أما "النهاية" ففي الملاحم والفتن وأشراط الساعة وأحوال الآخرة.

وهذا الكتاب التاريخي الكبير هو الذي تقوم كوكبة من العلماء والمحققين المتخصصين بتحقيقه، وتضطلع دار ابن كثير بنشره موثقًا ومفهرسًا وفق أحدث الطرق العلمية والموضوعية المعاصرة. وسنفرد لدراسته قسمًا خاصًا من هذه المقدمات المهمة.

[٤ - السيرة النبوية مبسوطة]

ذكر الحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" (٦/ ٢٧١) أنه كتب السيرة النبوية مطوَّلة ومختصرة.

كما ذكر ذلك في "تفسير القرآن العظيم" (١) في تفسير سورة الأحزاب (٣/ ٥٩٠) فقال: "وهذا كله مقرر مفصَّل بأدلته وأحاديثه وبسطه في كتاب السيرة الذي أفردناه موجزًا وبسيطًا، وللَّه الحمد والمنَّة".

ولم تصلنا هذه السيرة المبسوطة المطوَّلة، ولم يذكرها المترجمون لابن كثير القدامى، مما جعل الدكتور مصطفى عبد الواحد يستلُّ السيرة النبوية من "البداية والنهاية" معتقدًا أن المجلدات الأربع التي أطلق عليها اسم السيرة النبوية هي السيرة النبوية المطوَّلة، ولنسمعه يقول في المقدمة: "ويبدو أنه حين ألَّف كتابه الضخم "البداية والنهاية" قد أدمج تلك السيرة فيه: وأن شهرة ذلك الكتاب وانتشاره في الأنحاء قد جعل الناس يقرؤون تلك السيرة فيه، ولم يعدلها كيان مستقل ككتاب، وإذا كان ابن كثير قد ذكر أن له السيرة النبوية مبسوطة -أي مطوَّلة- فإنه لا يُعقل أن يكتب فيها أكثر من ذلك القسم الموجود بكتابه "البداية والنهاية" (٢)، وهو استنتاج معقول.

٥ - الفصول في سيرة الرسول -:

وهو السيرة المختصرة كما يشير المؤلف فى تاريخه وتفسيره. أو "سيرة صغيرة" (٣) كما ذكر مترجموه المتقدمون، أما المتأخرون فيقولون: "الفصول في سيرة الرسول " (٤) وقد وصلتنا نسخها الخطية وللَّه الحمد.

وتشتمل على بابين: الأول في سيرة رسول اللَّه ، والثاني: في أحواله وأعلام نبوته وخصائصه.


(١) طبعة دار ابن كثير الأولى ١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م.
(٢) السيرة النبوية؛ لابن كثير (١/ ١٢ - ١٣).
(٣) شذرات الذهب (٨/ ٣٩٩).
(٤) كشف الظنون؛ لحاجي خليفة (٢/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>