كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومئتين - وممن توفي فيها من الأعيان - ج: 11 - ص: 113

وقد أورد له الحافظ ابن عساكر (١) أشياء مستظرفة من شعره الرائق ونظمه الفائق، فمن ذلك قوله (٢):

ولَوْ كانَتِ الأرْزَاقُ تُجْرَى على الحِجَا … هَلَكْنَ إذًا من جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ

ولَمْ يَجْتَمِعْ شَرْقٌ وغَرْبٌ لِقَاصِدٍ … ولا المَجْدُ في كفِّ امرئٍ والدَّراهِمُ

ومنه قوله (٣):

وما أنا بالعراقِ مِن دُونِ عُرْسِه (٤) … إذا أنا لم أُصْبعْ غَيُورًا على العِلْمِ

طَبيبُ فؤادي مُذْ ثلاثون حجَّةً (٥) … ومُذهِبُ همِّي والمُفَرِّجُ للغَمَ (٦)

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أبو نَصر التَّمَّار (٧).

والعَيْشي (٨).

وأبو الجَهْم (٩).

ومُسَدَّد (١٠).

وداودُ بن عَمرو الضَّبِّي (١١).

---

(١) تاريخ ابن عساكر (٤/ ٨٠/ أ) نسخة الظاهرية.
(٢) ديوانه (٣/ ١٧٨).
(٣) ديوانه (٤/ ٤٩٥) من قصيدة يعاتب فيها أبا القاسم بن الحسن بن سهل.
(٤) في الديوان: وما أنا بالغيران من دُون جاره، وفي ط وابن عساكر: وما أنا بالغيران من دون عرسه.
(٥) في الديوان: لصيق فؤادي مُذْ ثلاثون حجّة، وفي ط: طبيب فؤادي مذ ثلاثين حجة.
(٦) في الديوان: وصَيقل ذهني والمروِّحُ عن همِّي.
(٧) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن ذكوان. إمام ثقة زاهد. نزيل بغداد. امتحن بمسالة خلق القرآن فأجاب تقية وخوفًا من النَّكال، وهو ثقة بحاله. سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٧١).
(٨) في النسخ بغير إعجام، وفي ط: العبسي، وهو عبيد اللَّه بن محمد بن حفص بن عمر، أبو عبد الرحمن القرشي التيمي البصري، ويعرف بابن عائشة، وبالعَيْشي، لأنه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد اللَّه. وهو إمام ثقة، أخباري صادق، كان طلابًا للحديث، عالمًا بالعربية وأيام الناس، كريمًا سخيًا.
تاريخ بغداد (١٠/ ٣١٤)، اللباب (٢/ ٣٦٩)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٦٤).
(٩) هو العلاء بن موسى بن عطية الباهليّ البغدادي، أبو الجَهم. الشيخ المحدث الثقة. صدوق، من أبناء الثمانين. تاريخ بغداد (١٢/ ٢٤٠)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٢٥).
(١٠) هو مُسَدَّد بن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل، السدي، البصري، أبو الحسن. أحد أعلام الحديث. ثقة، حافظ. يقال: إنه أول من صنّف المسند بالبصرة. سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٩١)، تقريب التهذيب (٢/ ٢٤٢).
(١١) داود بن عَمرو بن زهير بن عمرو، أبو سليمان الضَّبِّي البغدادي، ثقة، من كبار شيوخ مسلم. سير أعلام النبلاء (١١/ ١٣٠)، تقريب التهذيب (١/ ٢٣٣).