للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القرطبيّ في "التذكرة": ورُوِيَ من حديث حُذَيفة بن اليمان، عن النبي أنه قال: "ويَبْدأُ الخَرَاب في أطرْافِ الأرْضِ حَتَّى تَخْرَبَ مِصْرُ، ومِصْرُ آمِنَةٌ مِنَ الخَرابِ، حَتّى تَخرَبَ البَصْرَةُ، وخَرَابُ البَصْرَةِ مِنَ الغَرق، وخراب مصْر من جَفاف النيل، وخرابُ مكة منَ الحَبشة، وخرابُ المدينة من الجُوعِ، وخَرابُ اليَمَنِ مِنَ الجرَاد، وخرابُ الأُبُلَّةِ من الحِصَار، وخَرابُ فَارسَ منَ الصَّعَالِيك، وخَرابُ التّرك من الدّيْلَم، وخراب الديلم من الأرمن، وخراب الأرمن من الخزر، وخراب الخزر من الترك، وخراب الترك من الصواعق، وخرابُ السّند من الهنْد، وخَرابُ الهنْدِ مِنَ الصّين، وخَرابُ الصِّينِ مِنَ الرَّمل، وخَرابُ الحَبَشَةِ مِنَ الرَّجْفةِ، وخَرابُ الزَّوراء من السّفيانيِّ، وخَرابُ الرَّوْحاءِ من الخسف، وخَرابُ العِراقِ مِنَ القَحْطِ" ثمّ قال: ذكره أبو الفرَج ابن الجَوْزِيّ، قال: وسمعت أن خراب الأندلس بالرِّيح العَقِيم، واللَّه أعلم. وهذا الحديث لا يعرف في شيء من الكتب المعتمدة، وأَخْلِق به ألّا يكون صحيحًا، بل أَخْلِقْ به أن يكون موضوعًا، أو أن يكون موقوفًا على حذيفة، ولا يصح عنه أيضًا، واللَّه أعلم.

[فصل في تعداد الآيات والأشراط الواقعة]

قال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا خَلَف، يعني ابن خليفة، عن أبي جناب، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: دخلت على رسول اللَّه وهو يتوَضّأُ وضُوءًا مَكيثًا (١)، فرفع رأسه، فنظر إليَّ فقَال: "ستٌّ فيكُمْ أيتها الأمَّةُ: موت نَبِيِّكُمْ" قال: فكأنَّمَا انْتَزَعَ فَلْبِي مِنْ مَكَانه، قال رسول اللَّه : "واحدة"، قال: ويفيضُ المَالُ فيكُمْ، حتى إن الرَّجُلَ ليُعْطَى عشرة آلافٍ فيَظَل يَسْخَطُها" قال رسول اللَّه : "ثنتين قال: وفتنة تدخل بيت كل رجل منكم". قال رسول اللَّه : "ثلاث"، قال: "وَمَوْتٌ كقُعَاص (٢) الغَنَم" قال رسول اللَّه: "أرْبَعٌ، وهدنة تكون بينكم، وبين بني الأَصفر، يجمعون لَكُمْ تسعة أشهر كَقدْرِ حَمْل المَرأةِ، ثمّ يكونون أولى بالغَدْرِ منكم" قال رسول اللَّه : "خَمْسٌ"، قال: "وفتح مَدينَة"، قال رسول اللَّه : "سِتّ"، قلت: يا رسول اللَّه! أي مدينة؟ قال: "قُسْطَنْطِينيّة". وهذا الإسناد فيه نَظَر من جهة رجاله، ولكن له شاهد من وجه آخر صحيح (٣).

فقال البخاري: حدثنا الْحُمَيْدي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد اللَّه بن العَلَاء بن زَبْر، قال: سمعتُ بُسْرَ بن عبيد اللَّه، أنه سمع أبا إدريس؛ قال: سمعت عوف بن مالك ، قال: أتيتُ رسول اللَّه في غزوة تَبُوكَ، وهو في قُبَّةٍ مِنْ أَدَم فقال: "اعْدُدْ سِتًّا بَيْن يدي السّاعَة:


(١) أي بطيئًا متأنيًا غير مستعجل.
(٢) القعاص: داء يصيب الغنم فتموت به فورًا.
(٣) رواه أحمد في المسند (٢/ ١٧٤) وهو حديث حسن لغيره كما أومأ إليه المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>