للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلبتُ فحضرتُ معهم بسبب المدرسة التَّدمرية، وقرابة الواقف ودعواهم، أنه وقف عليهم الثلث، فوقف الحنبلي في أمرهم عن ذلك أشد الدفاع.

وفي العشر الأول من رجب وُجد جراد كثير منتشر، ثم تزايد وتراكم وتضاعف وتفاقم الأمر بسببه، وسدَّ الأرض كثرةً وعاثَ يمينًا وشمالًا، وأفسد شيئًا كثيرًا من الكروم والمقاثئ والزُّروعات النفيسة، وأتْلف للناس شيئًا كثيرًا (١)، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون.

وفي يوم الإثنين ثالث شعبان توجه القضاة ووكيل بيت المال إلى باب كَيْسان فوقفوا عليه وعلى هيئته ومن نية نائب السلطنة فتحه ليتفرَّج النَّاسُ به. وعدم للناس غلات كثيرة وأشياء من أنواع الزروع بسبب كثرة الجراد، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون.

فتح باب كَيْسَان (٢) بعد غلقه نحوًا من مئتي سنة:

وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شعبان اجتمع نائب السلطنة والقضاة عند باب كَيْسان، وشرع الصُّنَّاع في فتحه عن مرسوم السلطان الوارد من الديار المصرية، وأمر نائب السلطنة وإذن القضاة في ذلك واستُهلَّ رمضان وهم في العمل فيه.

وفي العشر الأخير من شعبان توفي الشّريف شمس الدين محمد (٣) بن علي بن الحسن بن حمزة الحُسَيْني (٤) المحدِّث المحصِّل، المؤلِّف لأشياء مهمّة في الحديث (٥) قرأ وسمع وجمع وكتب أسماء الرجال بـ "مسند" الإمام أحمد، واختصر كتابًا (٦) في أسماء الرجال مفيدًا، وولي مشيخة الحديث التي وقفها في داره بهاء الدين القاسم بن عساكر (٧)، داخل باب توما.

وخُتِمَت البُخاريَّات في آخر شهر رمضان.


(١) الذيل التام (١/ ٢٠٢).
(٢) الذيل التام (١/ ٢٠١).
وكَيْسان له صحبة، وقيل: كان يتجّر في الخمر في زمن النبي ، فلما حَرُمت الخمر نهاه النبي عن ذلك، وذكر فيمن نزل حمص من أصحاب رسول اللَّه وولده بدمشق وقيل: توفي بحمص ترجمته في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (٢١/ ٢٢٨).
وباب كَيْسان مكان كنيسة بولس في دمشق.
(٣) ترجمته في الوفيات لابن رافع (٢/ ٢٩٠) والدرر الكامنة (٤/ ٦١) والذيل التام (١/ ٢٠٥) وفيه: صاحب الذيل على العبر، وطبقات الحفاظ.
(٤) في ط: الحسني.
(٥) اختصر الأطراف ورتبها على الحروف.
(٦) اختصر تهذيب الكمال للمزِّي.
(٧) هي دار الّحديث البهائيّة، وقد كان الواقف طبيبًا بارعًا، كثير الصدقات. وقد سبق ذكره في وفيات سنة (٧٢٣) هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>