للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا الطُّفَيْلِ، وسُئِل هلْ رأَيتَ رسولَ اللَّه ؟ قال: نعم. قيل: هل كلَّمتَه؟ قال: لا، ولكنِّي رأيتُه انطلقَ مكانَ كذَا وكذَا، ومعَه عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ وأُنَاسٌ مِن أصحابِه حتَّى أتَى دارًا قَوْرَاءَ، فقال: "افْتَحُوا هَذَا الْبَابَ". ففتحُوا، ودخَل رسول اللَّه ودخَلتُ معَه، فإذا قطيفةٌ في وسطِ البيتِ، فقال: "ارْفَعُوا هَذِهِ الْقَطِيفَةَ". فرفَعوها، فإذا غلامٌ أعوَرُ تحتَ القطيفَةِ، فقال: "قُمْ يا غُلَامُ". فقام الغلامُ. فقال: "يَا غُلامُ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ". فقال الغلامُ: أشهَدُ أنِّي رسولُ اللَّه. قال: "أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ". فقال الغلام: أشهَدُ أنِّي رسولُ اللَّهِ. فقال رسول اللَّه : "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا" مَرَّتَيْنِ (١).

والمقصود أن ابن صياد ليس بالدجّال الذي يخرجُ في آخر الزمان قطعًا، لحديث فاطمة بنت قَيْس الفِهْرية، فإنه فَيْصَلٌ في هذا المقام، واللَّه أعلم.

حديث فاطمة بنت قيس في الدجَّال:

قال مسلم: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، وحجاج بن الشاعر، كلاهما عن عبد الصمد، واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد؛ حدثني أبي عن جدّي؛ عن الحسين بن ذَكْوانَ؛ حدثنا ابن بُرْيدة؛ حدثني عامر بن شَراحِيل السعبيّ، شعب هَمْدان، أنه سأل فاطمة بنت قيس أختَ الضحّاك بن قَيْس؛ وكانت من المُهاجرات الأُول؛ فقال: حدِّثيني حديثًا سمعتِيه من رسول اللَّه لا تُسْنِديه إلى أحدٍ غيرِه، فقالت: لئن شِئْتَ لأَفْعلَنّ، فقال لها: أجَلْ، حدّثيني، فقالت: نَكَحْتُ ابنَ المُغِيرة، وهو من خيار شباب قُرَيْش يومئذٍ، فأُصيب في أولّ الجهاد مع رسول اللَّه ، فلما تأَيَّمتُ (٢) خطبني عبد الرحمن بن عَوف، في نفر من أصحاب محمد ، وخطبني رسولُ اللَّه على مَوْلَاهُ أسامة بن زيد، وكنتُ قد حُدِّثْتُ أنّ رسول اللَّه قال: "مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ أسامة" فلمّا كلّمني رسول اللَّه قلت: أمري بيدك فأنكِحْنِي مَنْ شِئْتَ، فقال: "انتقلي إلى أمّ شَرِيك" وأُمُّ شريك امرأةٌ غَنِيَّةٌ من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل اللَّه، ينزل عليها الضِّيفَانُ، فقلت: سأفعل، فقال: "لا تفعلي، إن أُمّ شَرِيك امرأة كثيرةُ الضِّيفَان، وإني أكرهُ أن يَسْقُط عنكِ خِمارُك أو ينكشِفَ الثوبُ عن سَاقَيك، فيرى القوم منك بعضَ ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابنِ عَمِّكِ عبد اللَّه بن عمرو بن أم مَكْتومٍ" وهو رجل من بني فِهْر، فهرِ قريش وهو من البطن الذي هي منه، فانتقلتُ إليه، فلَمّا انقضت عِدَّتي سمعتُ نِداء المنادي مُنَادي رسول اللَّه ، يُنادي: الصلاةُ جامعة، فخرجتُ إلى المسجد، فصلّيتُ مع رسول اللَّه ، وكنت في النساء اللاتي يلين ظهور القوم، فلما قضى رسول اللَّه صلاته


(١) رواه أحمد في المسند (٥/ ٤٥٤) وإسناده ضعيف.
(٢) أي مكثتُ زمانًا لم أتزوج بعد موته.

<<  <  ج: ص:  >  >>