للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيرَه، عن بشر بن مُعاذ، عن يزيد عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، بنحوه، وهذا إسناد جَيّد، قويّ (١).

وروى البخاريّ عن أبي اليمان، عن شُعَيْبٍ عن الزُّهريّ، عن أبي سَلَمة، عن أبي هُريرة: سمعتُ رسولَ اللَّه يقول: "أنا أَوْلى الناس بابن مَرْيم، والأنبياءُ أولاد عَلّات، ليس بيني وبينه نبي". ثم روى عن محمد بن سِنان، عن فُلَيْح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخْوَةٌ لِعَلّاتٍ، أمّهاتُهم شَتى، ودينهم واحد". ثم قال: وقال إبراهيم بن طَهمان، عن موسى بن عُقْبةَ، عن صفوان بن سُلَيْم، عن عطاء بن يَسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه (٢).

فهذه طُرق متعدّدة كالمتواترَة عن أبي هريرة، .

[حديث عن ابن مسعود]

وقال الإمام أحمد: حدّثنا هُشَيْم، عن العوّام بن حَوشَب، عن جَبَلَة بن سُحيم، عن مُؤثِر بن عَفَازةَ، عن ابن مسعود، عن رسول اللَّه قال: "لقيتُ ليلة أُسرِي بي إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام" قال: "فتذاكروا أمر الساعة، فردُّوا أمرهم إلى إبراهيم، فقال: لا عِلْمَ لي بها، فردُّوا أمرهم إلى موسى، فقال: لا علم لي بها، فردّوا أمرهم إلى عيسى، فقال: أمَّا وَجْبتُها (٣) فلا يعلم بها أحدٌ إلَّا اللَّه، ولكن فيما عَهِدَ إليّ رَبِّي ﷿: أنّ الدجَّال خارج، ومعي قضيبان، فإذا رآني ذابَ كما يذوبُ الرّصَاصُ" قال: "فيُهلكه اللَّهُ [إذا رآني] حتى إن الشجر والحجر ليقول: يا مُسلم، إن تَحْتي كافِرًا، فتعالَ فاقْتُلْه" قال: "فيُهْلِكهم اللَّه، ثم يَرْجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، فعند ذلك يخرجُ يأجُوجُ ومأْجُوجُ وهم مِنْ كل حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَطَؤُونَ بلادهم لا يأتون على شيء إلا أكلوه، ولا يَمُرُّون على ماءٍ إلّا شَرِبُوه" قال: "ثُمَّ يَرْجِع الناسُ إليّ فيشكونهم، فادعو اللَّهَ عليهم، فيُهلكهم ويميتُهُمْ حتى تَجْوَى (٤) الأرضُ من نَتْنِ ريحهم، ويُنزل اللَّه


(١) رواه أحمد في المسند (٢/ ٤٠٦) وأبو داود رقم (٤٣٢٤). أقول: إسناده فيه انقطاع، فإن قتادة، لم يسمع من عبد الرحمن بن آدم مولى أم برثن، لكن الحديث صحيح بطرقه وشواهده، وفي الحديث أن عيسى يمكث أربعين سنة، وقد تقدم حديث عبد اللَّه بن عمرو عند مسلم (٢٩٤٠) أنه يمكث في الناس سبع سنين، وسيذكره المصنف بعد قليل.
(٢) رواه البخاري (٣٤٤٢) و (٣٤٤٣).
(٣) أي وقوعها.
(٤) أي تنتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>