للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلها الفقراء، واطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء" (١).

وتقدم باقيه، من حديث ابن أبي شيبة: "عُرِض عليَّ أول ثلاثة يدخلون الجنة … " إلى آخره، وهو [في] الذين يحمدون الله في الشَّرَّاء والضَّراء (٢) … الجامع لأحكام الجنة.

[فصل]

والجنةُ وَالنّارُ مَوْجُودتانِ الآنَ، فالْجَنَّةُ مُعدَّةٌ لِلمُتَّقينَ، والنّارُ مُعَدَّةٌ لِلْكافِرينَ، كما نَطَقَ بِذَلكَ الْقُرآنُ العَظيمُ، وَتَواتَرت بذلِك الأخْبَارُ عن رَسُولِ رَب الْعَالَمينَ، وهذَا اعتِقَادُ أهْلِ السُّنةِ وَالْجَماعةِ أجمعين، الْمُتَمسِّكينَ بالعُرْوة الْوُثْقَى، وهيَ السُّنةُ الْمُثْلَى إلى قيَام السَّاعة، خِلافًا لمن زَعَم أنَّهما لم يُخلقا بَعدُ وإنَّما يُخْلقانِ يوم القيامَةِ، وهذا القوْلُ قاله منْ لمْ يَطَّلعْ على الأحَادِيث الصحيحة المتَّفقِ على صحتها وإخراجها، والْحَسَنةِ، ممَّا لا يُمْكنُ دَفْعُهُ ولا رَدُّهُ، لِتَوَاتُرهِ واشْتِهَارِهِ، وقد ثبت في "الصَّحيحين"، وغَيْرِهما منْ كُتُب الإسْلامِ الْمُعْتمَدةِ الْمَشهُورة بالأسانيدِ الصَّحيحةِ.

قال الله تعالى: ﴿وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمرن: ١٣٣].

وقال ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ١٧].

وقال: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٢٤].

وقال: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٧].

وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة، عن النبي قال: "يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، دُخْرًا، بَلْهَ ما أطلعكم عليه" (٣).

وفي "الصحيحين" من حديث مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله قال: "إن أحدكم إذا مات، عُرِض عليه مقعده بالغداة والعَشيِّ، إن كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار، فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة" (٤).

وفي "صحيح مسلم" عن ابن مسعود قال: "أرواح الشهداء في حواصل طَيْرٍ خُضْرٍ، لها قناديل


(١) رواه أحمد في "المسند" (٢/ ١٧٣) وإسناده ضعيف، وهو حديث صحيح دون قوله "الأغنياء" فقد ثبت عن جمع من الصحابة دون هذه الزيادة، وهو منكر بهذه الزيادة.
(٢) رواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" (١٤/ ١٧١٨) وأحمد في "المسند" (٢/ ٤٢٥) والترمذي رقم (١٦٤٢) وإسناده ضعيف.
(٣) رواه مسلم رقم (٢٨٢٤) والبخاري رقم (٤٧٨٠)، وانظر الفتح (٨/ ٥١٦).
(٤) رواه البخاري (١٣٧٩) ومسلم (٢٨٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>