للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا رواه مُسلم، من حديث أبي هانئ حُمَيْد بن هانئ، به (١).

وقال أحمد: حدّثنا حسين، هو ابن محمد، حدّثنا داود، هو ابن نافع (٢)، عن سلم بن بشير (٣)، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: [قال رسول الله ]: "الْتَقَى مُؤْمنانِ على بابِ الجَنّة، مؤْمن غَنيٌّ، ومُؤْمنٌ فَقير، كانا في الدُّنيا، فأُدْخِلَ الفَقيرُ الجَنَّةَ، وحُبِسَ الغَنيّ ما شاء الله أنْ يُحْبَس، ثم أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، فَلَقيهُ الفَقيرُ، فقال: يا أخي، ماذا حبسك؟ والله لَقَدِ احْتبسْتَ حتَّى خِفْتُ عَلَيْكَ، فيقول: أيْ أخي، إني حُبِسْتُ بَعْدَكَ مَحِبسًا فَظيعًا كريهًا، ما وَصلْتُ إلَيْكَ حتَّى سال منِّي منَ العَرق ما لوْ وَرَدهُ ألْفُ بعيرٍ كُلُّها أكلَت حَمْضًا لصَدَرَتْ عنْهُ رِواءً" (٤).

وثبت في "الصحيحين" من حديث أبي عثمان النَّهديّ، عن أسامة بن زيد؛ أن رسول الله قال: "قمتُ على باب الجنَّة؛ فإذا عَامَّةُ منْ دَخَلها المَساكينُ، وقمتُ على باب النار، فإذا عامَّةُ منْ دخَلَها النِّساء" (٥).

وفي "صحيح البخاريّ" من حديث سَلْم (٦) بن زَرِيْر، عن أبي رجاء، عن عمران بن حُصَيْن .. ، مِثْله. ورواه عبدُ الرزّاق، عن معْمَر، عن قتادة، عن أبي رجاء؛ عِمْران بن مِلْحَان، عن عمران بن حُصَيْن، قال: سمعت رسول الله يقول: "نَظَرْت في الجنَّة فرأيْتُ أكْثَرَ أهْلِهَا الفُقَراءَ، ونظرتُ في النار فرأيْتُ أكْثرَ أهْلِهَا النساء" (٧).

وروى مسلم عن شيبان بن فَرّوخ، عن أبي الأشهب، عن أبي رجاء، عن ابن عباس: أن رسول الله اطّلع في النار فرأى أكثر أهْلِها النساءَ، واطلع في الجنة فرأى أكثر أهلها الفقراء (٨).

وقال [أحمد: ثنا] عبد الله بن محمد، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن السائب بن مالك، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : "اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر


(١) رواه أحمد (٢/ ١٦٩) ومسلم (٢٩٧٩).
(٢) كذا في الأصول، والذي أومأ إليه ابن حجر أنه ابن سليمان النصيبي الملقب بـ " دويد".
(٣) في (آ): مسلم بن بشر.
(٤) رواه أحمد (١/ ٣٠٤) وإسناده ضعيف.
(٥) رواه البخاري (٦٥٤٧) ومسلم (٢٧٣٦).
(٦) في نسخ الكتاب التي بين يدي: "سلمة" والتصحيح من "صحيح البخاري" وكتب الرجال.
(٧) رواه البخاري (٣٢٤١) ومعمر في "جامعه" الملحق بمصنف عبد الرزاق (٢٠٦١٠) قال القرطبي: إنما كان النساء أقلّ ساكني الجنة، لما يغلب عليهن من الهوى، والميل إلى عاجل زينة الدنيا، والإعراض عن الآخرة؛ لنقص عقلهنّ وسرعة انخداعهن. فتح الباري (١١/ ٤٢٠).
(٨) رواه مسلم (٢٧٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>